أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به، وأدى الصلاة مع خادم الحرمين، رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، وعدد من الأمراء والعلماء والمشايخ والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد بعد أن أمّ المصلين: «افرحوا وابتهجوا واسعدوا وانشروا السعادة والبهجة في من حولكم، ومن حق أهل الإسلام في يوم بهجتكم أن يسمعوا كلاماً جميلاً وحديثاً مبهجاً لهم ولدينهم ولأمتهم». وأضاف: «قد يقول بعض المتأملين إن المسلمين اليوم يعيشون محناً ورزايا وفتناً وبلايا ولهم في كل أرض أرملة وقتيل وفي كل ركن بكاء وعويل وفي كل صقع مطارد وأسير، صور من الذل والهوان والفرقة والطائفية والإقصاء. وكأن الناظر لا يرى دماء سوى دمائنا ولا يرى جراحاً سوى جراحاتنا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وما دام أن أمتنا شاهدة على الأمم فهي باقية ما بقيت الحاجة إلى الشهادة، وما دام ان رسالتنا هي الخاتمة فهي باقية إلى آخر الدهر، وفي تاريخ الأمة مئات العظماء بل آلاف قد ولدوا وسيولد أمثالهم وهذه سنة الله بل ها هي أحداث ومستجدات ونوازل ومتغيرات تحدث أمام ناظريكم». وأشار إلى أن «المتفائل يسقط من اجل أن ينهض، ويهزم من أجل أن ينتصر، وينام من أجل أن يستيقظ، والمتفائل لا تزعزع يقينه المصائب، ولا تفل عزيمته الفواجع، ولا تضعف إيمانه الحوادث، ومصاعب الحياة تتماشى مع همم الرجال صعوداً وهبوطاً وتشيب الرؤوس ولا تشيب الهمم، والذين لا يغيرون ما بأنفسهم لا يغيرون ما حولهم، إذ ترى الجميع يفكر في تغيير العالم والقليل منهم من يفكر في تغيير نفسه. ولفت ابن حميد في خطبته إلى أن «التفاؤل لا ينكر الواقع ولا يستهين بالمشكلات ولا يهمل الأسباب وأخذ الحزم من الأمور، والاحتياط في المسالك، ولكن الله عز وجل بقسطه جعل الفرح والروح والسرور وراحة النفس وسكينتها وسلامتها في الرضا واليقين وجعل الغم والحزن في السخط والشك فلا تفسد حاضرك حزناً على ماضيك فالتفاؤل في المستقبل هو الشاهد على صحة العقل وصفاء النفس».