سجلت أسعار الأغنام ارتفاعاً كبيراً في السوق المحلية خلال الأيام الأخيرة، وبلغت نسبة الزيادة نحو 40 في المئة، ما عزاه تجار أغنام تحدثوا ل«الحياة» إلى الزيادة الكبيرة في أسعار الشعير والأعلاف، إضافة إلى نمو الطلب على الأغنام خلال العشر الأواخر من شهر رمضان وقبل عيد الفطر المبارك. وتوقع أحد تجار سوق العزيزية محمد العمدة، أن يكون هناك ارتفاع أكبر في الأسعار مع دخول أيام عيد الفطر المبارك، بسبب زيادة الطلب، لافتاً إلى أن «ارتفاع الأسعار بدأ باكراً هذا العام، فمع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان بدأت الأسعار في الارتفاع تدريجياً حتى بلغت 40 في المئة»، مشيراً إلى ان هذه الارتفاعات الكبيرة تحصل في عيد الأضحى، ومن المستغرب أن تحصل في عيد الفطر المبارك. وتابع قائلاً: «لا أستبعد أن ترتفع الاغنام إلى أكثر من 50 في المئة في هذا العيد، فكما نعرف أن التجار واجهوا خسائر كبيرة من أزمة الشعير والأعلاف». وذكر محرج الأغنام في حي العزيزية حمد العبيد، أن ارتفاع الأسعار بدأ منذ 25 آب (أغسطس) الجاري بشكل ملحوظ، إذ بدأت الأسعار بالارتفاع تدريجياً، وزاد سعر الأغنام التي تباع ب 1200 ريال إلى 1600 ريال، وذلك بسبب ارتفاع المبيعات وإقبال المواطنين على الشراء، مشيراً إلى أن الأسعار تختلف بحسب نوع الأغنام ووزنها وسنها. وأوضح العبيد أن العديد من التجار يريدون تعويض الخسائر التي تكبدوها خلال أزمة الشعير الحالية من خلال رفع سعر الأغنام، مشيراً إلى ان بعض التجار اضطر للسفر لاستيراد الشعير، والبعض الآخر اضطر إلى دفع مبالغ إضافية لتجار الشعير للحصول على كمية جيدة من الشعير تفي ماشيتهم. بدوره، رأى تاجر الأغنام مرزوق الحصيني، أن الارتفاع الحاصل في الأسعار يعود إلى اتجاه التجار إلى زيادة أسعار الاغنام بهدف تعويض الخسائر التي تكبدوها بسبب ارتفاع أسعار الشعير، «فكل التجار يريدون تعويض الخسائر المادية التي تم صرفها على شراء الشعير»، محذراً من أن «عدم استقرار أسعار الأعلاف سيتسبب في أزمة جديدة في السوق، ومن المهم ضبط الأسعار في السوق حتى يمكن السيطرة على أسعار الأغنام». وأضاف: «العديد من التجار الجشعين يستغلون حاجة الناس إلى الأغنام بسبب المناسبات في العيد مثل الزواجات والاجتماعات الكبرى للعوائل، وبالتالي لن تقف الأسعار عند هذا الحد من الارتفاع، إذ كلما زاد الطلب ارتفع السعر وزاد استغلال التجار للمستهلكين». غير ان التاجر عثمان العبيد (من الطائف) كان له رأي مختلف عن التجار بشأن الاقبال على الشراء، وقال، إن «الإقبال من المواطنين لم يكن في مستوى العام الماضي، ولم تحقق غالبية التجار المستوى المأمول من المبيعات التي حققوها في الأعوام الماضية». وعن ارتفاع الأسعار، قال العبيد: «أنا أستغرب وجود هذا الارتفاع غير المبرر من التجار، فلا نجد مبرراً حقيقياً لهذا الارتفاع على رغم عزوف المواطنين عن الشراء في هذا العيد».