دعا رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون الدول العربية إلى أن تأخذ قضية الكشف عن مصير الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه على عاتقها «وليس فقط الحكومة اللبنانية التي عليها وعلى الديبلوماسية اللبنانية القيام بنشاط سريع في هذا الإطار»، مشدداً على «ضرورة أن تكون المبادرات بيد أصحاب الحقوق أي ذوي المغيبين، وألا يقوم احد بوساطات جانبية إلا الحكومة وأهالي المغيبين»، ومؤكداً أن قضية الصدر «ليست قضية شيعية ولا فئوية بل وطنية». وتحدث في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التكتل في الرابية امس عن «الوثيقة التي قدمت إلى وزير العدل في الأول من نيسان الماضي عن تشكيل الهيئة الوطنية لكشف مصير المخفيين قسراً، ووعدنا وزير العدل بأنه سيراجع في هذا الموضوع ويسأل عن مصير الوثيقة». وانتقد التصريحات التي تطاول الجيش، وقال: «إذا وقع اعتداء على احد أو خطأ من المؤسسة، فإنه يرفع قضية ضد الذي مس به. لكن أن يكون الإنسان حامي اعتداء على مأدبة إفطار ثم يتعرض للجيش الذي لاحق المجرمين، فهو أمر غير مقبول، ونحن كنواب نستنكر ونطالب بأخذ الإجراءات القانونية، بخاصة لأنه مس بوحدة الجيش والقضايا الوطنية، بتهديد بدعوة المسلمين السنة بالخروج من المؤسسة العسكرية». وعلق على «تظاهرات الكهرباء والاحتجاجات، في الشحار الغربي وعكار، عند تيار المستقبل وتيار آخر (الحزب التقدمي الاشتراكي) الذين كانوا مساهمين بحرمان لبنان من الكهرباء لعشرين سنة زادت خلالها الديون والمصاريف وتبددت أموال الخزينة. وهذه الحملة إذا كانت للمطالبة بالكهرباء فليوافقوا على الخطة التي ستعيد الكهرباء». ودافع عن خطة الكهرباء التي تقدم بها صهره وزير الطاقة جبران باسيل، قائلاً ان «لا شائبة عليها علمياً، وشفافيتها مطلقة. وهم يتحدثون منذ الآن عن إدارة تشرف على الأموال. فليحققوا في التلزيمات - الفضائح الحاصلة على مدى 18 سنة في المشاريع ويمكننا أن نترجم الهدر بالبلايين وليس بالملايين»، مشدداً على أن خطة الكهرباء «كلفتها اقل من فرق سعر المحروقات خلال سنة واحدة». وأوضح أن الخطة شرحت لمجلس الوزراء وللناس «والبعض لا يريد أن يفهم، وهو حر. ورئيس لجنة الطاقة يبدو أنه لم يقرأ الخطة، فماذا أفعل له إذا كان كسولاً ولم يقرأ أو انه قرأ ولم يفهم». كما جدد المطالبة «بقانون يتعلق باستيراد سيارات الغاز والمازوت الأخضر مع ما فيه من توفير». وأبدى خشيته من أن «تكون هذه المعركة التي تركزت علينا في قصة الطاقة ما هي إلا تغطية للأموال المسروقة من الخزينة، لينسونا أننا نطالب بضبط المحاسبة في وزارة المال، وينسوا الناس أن عندنا ملفات مالية موجودة في النيابة العامة المالية وتتعلق بشخصيات كبيرة ممن ينتقدوننا اليوم، ولا احد غريب، فالقصة لا تزال عائلية». ولفت إلى «التزامات كبيرة في أيلول(سبتمبر)، أي تقديم الموازنة التي ستحدد الاستثمارات العامة». وأكد عون أن «معركة 7 أيلول (جلسة مجلس الوزراء) هي معركة الموازنة وإيجاد الأموال للمواضيع التي وردت في بيان الحكومة. وسنرى كيف سيبدأون بتحقيق الإنماء، أما الانتظار إلى أن تأتي حاملة طائرات الناتو من أفريقيا إلى هنا، فأعتقد أنه أمر صعب، وحتى إذا وصلت ستكون كارثة على الجميع». وعن تصريح لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي إعتبر فيه ان تخيير الحكومة بين الكهرباء والحكومة امر غير مقبول، ومصير جلسة 7 أيلول، قال عون: «طُلب منا من أصدقاء ألا نجيب على هذه المواضيع. ولا احد ينتظر منا أن نتصرف كما يريد وننتظر 7 أيلول وهناك مجال لذلك، وإذا كانوا يعتبرون أن القصة مناكفة بيننا وبينهم فليتحملوا مسؤولية غياب الكهرباء». وقال: «أنا معتاد على الحرب والسلم وغيري معتاد على اليخوت». وأكد أن «النهج الحالي هو استمرارية لنهج الحريري، ما زال الأشخاص نفسهم والأدوات نفسها تعمل». وجدد عون موقفه من التطورات في سورية، وقال: «كلما فشلت الخطة الدولية بقلب النظام السوري زاد الصراخ الإعلامي ضده. وهناك تناقض في الأنظمة الغربية التي تتحدث عن حقوق الإنسان في سورية في حين تترك الأنظمة التي تعيش حالة معدومة في حقوق الإنسان لكنها تؤمن لهم مصالحهم».