كان للخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام المقروءة خلال الأيام القليلة الماضية عن عزم نائب رئيس نادي النصر، عامر السلهام تقديم استقالته من منصبه المهم والحساس، ما يشبه الصدمة بالنسبة لي على وجه التحديد. وبالمناسبة، فإنني لا أعرف عامر السلهام، إلاّ من خلال ما أقرأ وأسمع، ولم يسبق لي أن التقيته، أو حتى هاتفته، لكنني أتابع بكل إعجاب ما يقوم به الرجل من عمل كبير في نادي النصر، وصل في بعض الأحيان إلى إخراج النادي من أزمات مالية وإدارية. وكثير من العمل في أنديتنا تعتريه الفوضى وبالتالي سوء التنظيم، ونادي النصر أحد هذه الأندية التي تعاني من هذه المشكلة المزمنة التي ليس لها من حل، إلاّ الشروع في تطبيق نظام الخصخصة وبأسرع وقت ممكن، ولكن كيف، وبعد ذلك متى، وحتى تأتي الإجابة علينا أن نقبل بواقعنا الحالي ..! قبل سنوات كان النصر «زعيم» العمل غير المنظم الذي أدخله في الكثير من الاشكالات مع لجان مختلفة في اتحاد الكرة، وخصوصاً لجنة الاحتراف، حتى أتى عامر السلهام، فتغير الحال، بفضل المخزون الإداري الكبير، والخبرة المدعومة أكاديمياً، التي يحملها هذا الرجل الفاضل. ولا شك أن الرياضة السعودية هي بحاجة إلى وجود هذه الكفاءات الرياضية، كوننا مقبلين على مشروع مهم، ونقلة نوعية على مستوى المفهوم الحقيقي للرياضة، وتحديداً كرة القدم، التي أصبحت «صناعة وتجارة» و «سوقاً مالياً» لا يعمل فيه إلا المؤهلون الذين يتحدثون بعقولهم أكثر من ألسنتهم ..! ومن هنا، فإن ابتعاد عامر السلهام أحد أفضل نواب رؤساء الأندية السعودية ، والذي أسس لمنصب ال «نائب» مكانة، وأخرجه من ملف النسيان، وعدم الاهتمام، وأنه مجرد تكملة عدد، أو منصب صوري، ليقوم بدور حيوي ومهم، وصل في بعض الأوقات إلى دور المدير التنفيذي. ومع ذلك، فإن من المهم أيضاً ألا نتجاهل دور رئيس النادي، الأمير فيصل بن تركي، فهو من أحضر السلهام، وهو من أعطى لنائبه صلاحيات رئيس النادي، وحوّل له الكثير من الملفات، ولا يتم ذلك إلا في وجود ثقة بين الاثنين، يأتي على رأسها ثقة الرئيس في كفاءة نائبه، وهذا أحد مؤشرات النجاح لأي عمل في أي مشروع كان. وإذا ما أراد النصراويون لناديهم أن يستمر في خطوات البناء والعودة، فإن عليهم أن يحتووا هذه الأزمة، وأن يسارعوا إلى تقريب وجهات النظر بين الرئيس ونائبه، وأن يقترب أعضاء الشرف الداعمون والمقتدرون، وليس «بياعي الكلام» من ناديهم ويقدموا له الدعم، حتى يخرج النصر من هذا المأزق الذي لا يخدمه في هذا الوقت تحديداً. [email protected]