قد أختلف مع رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي في بعض ممارساته الإدارية وفي كثير من تصريحاته الإعلامية؛ لكنني لن أخفي حقيقة أنني أراه رجل المرحلة في (العالمي)، فمعه غدا النصر مختلفا تماما في شكله ومضمونه، وإن شئتم فسأعترف بأنه أصبح اليوم (يخوف)!. جاء فيصل بن تركي للنصر ومعه مشروع كبير لخصه ذات حوار مفعم بالصراحة -لا زلت احتفظ به في صندوق ذاكرتي- بمقاربة جميلة ما بين النصر وبرشلونة، وما بينه وبين خوان لابورتا، وأتذكر جيداً أنه قال: "سأفعل في النصر ما فعله لابورتا في برشلونة". في مدة وجيزة استطاع الرئيس النصراوي الشاب أن يترجم بعض أحلامه وأحلام النصراويين على الأرض، إذ يكفي أنه وضع فريقه على سكة المنافسة على البطولات، في وقت ظل يردد فيه بأن المشروع لم ينجز منه سوى 20 بالمائة، مبشراً أنصاره بأن وقت الحصاد اقترب، وأن الإنجازات آتية لا محالة؛ بيد أن النصراويين الذين آمنوا بالمشروع بدأ الخوف يتوجسهم وهم في فورة نشوتهم خشية انهياره في ظل ما يتسرب اليوم من أخبار عن أزمة مالية وتصدع إداري باتا يتهددان النادي. هذه الأزمة إن كانت تكشف عن شيء فإنها تكشف عن حقيقة أن النصر مهدد من الداخل، وليس كما يروج كثير من النصراويين وبمختلف شرائحهم بأن ثمة من يتهدد النصر من الخارج سعياً لتقويض انطلاقته، ورغبة في عرقلة النهوض به، فالأزمة المالية لا تعني شيئا سوى أن شرفيي النادي ليسوا على وفاق مع الرئيس، وأن الرئيس غير قادر على استمالتهم، والتصدع الإداري الذي طال دائرة الرئيس المتمثلة في نائبه عامر السلهام ومدير الفريق سلمان القريني فلا يعدو أن يكون قمة جبل الجليد التي تخفي تحتها العديد من الإشكالات، والكثير من الخلافات، وإلا فإن هكذا تصدع لا يمكن أن يحدث ما لم يكن سببه زلزال شديد بل وشديد جداً. المفارقة في الأمر أن من ينظر للنصر من زاوية احتشاد كثير من شرفييه في المباريات وتسابق البعض منهم على الفضائيات يظن بأن خزانة النادي تشكو من تخمة مالية، وعسر في الهضم، وأن العلاقة بينهم وبين الإدارة سمن على عسل، بينما الواقع يشي بعكس ذلك، بل ويكشف عن أن النادي إن كان واقفاً، فهو يقف متعكزاً على عقد شركة الاتصالات وما يجود به الرئيس أو دائرته الضيقة جداً. إن أخوف ما يخاف منه النصراويون غير المنضوين تحت أي لواءات، ولا منحازين لأي أجندات، ومعهم المحايدون الذين يبتغون مصلحة الرياضة السعودية التي هي بحاجة فعلا لعودة النصر لماضيه أن تكون هذه الأزمة بداية النهاية للمشروع الكبير الذي إن انهار فلن تقوم له قائمة بعد ذلك. أتصور ذلك لإدراكي بأن ما يمر به النصر ليس مجرد تأخر في الرواتب، أو خلافا إدارياً عابراً، وإن حاول أهل الدار تصويره على هذا الأساس، رغبة في تسطيح الأزمة وتمييع القضية. إنه وبلا مواربة عملية نخر واضحة في أساسات المشروع بغية إسقاطه والدلائل على ذلك كثيرة.. أقول ذلك والله أعلم!