لم نعد الأفضل في قارة آسيا، هذه هي الحقيقة التي نحاول كثيراً أن نغالطها وأن نخفيها وأن ندافع عنها، على رغم أننا لم نفز بكأس أمم آسيا منذ 1996 في الامارات. هناك منتخبات أتت بعدنا وتجاوزتنا، وإن ظلّ المستوى العام في آسيا ضعيفاً مقارنة بجارتنا قارة أفريقيا، أما أوروبا وأميركا الجنوبية، فالأمر محسوم محسوم يا ولدي. وأعتقد أننا مازلنا داخل دائرة المونديال ولم نفقد الأمل، حتى وإن فرطنا في فرصة التأهل المباشر، وكان قرارنا أن نخوض الملحق أمام شقيقنا البحريني. أقول قرارنا، لأننا نحن من فوّت وطوح بهذه الفرصة الذهبية لإعلان تأهلنا إلى جنوب أفريقيا من الرياض، وقبل ذلك كنا قبعنا في المركز الرابع في مجموعتنا في بداية التصفيات. لكنني أعتقد أن الوقت ليس وقت عتاب وتحميل طرف أو آخر ما حدث في التصفيات، بل يجب أن ننضم جميعنا إلى خندق اتحاد الكرة، وندعم التوجه الحالي لإعداد المنتخب للفرصة الأخيرة. كنت أتمنى لو تمت دعوة لاعبي المنتخب المصابين والموقوفين لحضور مباراة كوريا الشمالية الأخيرة، بل والوجود في معسكر المنتخب، وحضور التدريبات التي سبقت المباراة، فربما أسهم ذلك في رفع الروح المعنوية لزملائهم. وحتى لا يعتقد البعض أن وجود مالك معاذ وسعد الحارثي وأحمد عطيف وعبده عطيف وصالح بشير ومنصور الحربي، قد يجلب الفوز للمنتخب وهم خارج القائمة، اقول: انه يبقى أحد العوامل المؤثرة قبل المباراة وأثناءها. قلت في بداية حديثي، ان قارة أفريقيا تتفوق في مستواها على قارتنا الآسيوية، وهذا ما أكده المنتخب المصري الشقيق في بطولة كأس القارات المقامة في جنوب أفريقيا، وإن بقيت حظوظه غامضة في تصفيات كأس العالم. ولو لم يحقق المنتخب المصري إلاّ فوزه الوحيد على بطل كأس العالم - إيطاليا - وتلطيخ وجه البرازيل ومسح كرامتها والنيل من كبريائها بتعادل مثير، قبل أن تحفظ ماء وجهها بجزائية كاكا، فإن ذلك الحضور الرائع لأبناء الرجل الستيني حسن شحاتة، يكفي لأن نقول لهم برافو، فقد أسعدتم كل الوطن العربي من المغرب إلى عمان، وما أجمل ما تفعله الرياضة في شعوبنا العربية. إن المشهد الرياضي العربي في بطولة القارات هو أقرب إلى شعب واحد، ففي مباريات مصر، وتلك التي خاضتها العراق، أطاحت الشعوب العربية بكل الحدود القائمة بين الدول العربية، وشكلت قلباً وعقلاً وصوتاً واحداً. لقد شاهدت بنفسي كيف اختفت الجنسية والانتماءات للدول، وحضر الدم العربي، وتلك رسالة عبدالله بن عبدالعزيز المواطن العربي، ومن شرفه الله بلقب خادم الحرمين الشريفين، وهو الملك الذي حمل هم «الأمّة» ودعا إلى توحيدها، ونبذ خلافاتها وفرقتها في قمة الكويت الأخيرة. كل الأمنيات للمنتخبات العربية في تصفيات كأس العالم، وكل الدعوات للمنتخب المصري الشقيق بالفوز في لقاء (أمس) المهم أمام المنتخب الأميركي، وإذا ما تحقق ذلك، وهذا ما أرجوه، فإن الفراعنة سيحولون بوصلة كرة القدم باتجاه الأهرامات. [email protected]