خيّم الركود على سوق التمور في مدينة التمور في بريدة مع قرب حلول عيد الفطر، واتسمت حركتا البيع والشراء اليومية بالضعف، مع انخفاض أعداد الزوار، وانشغال الناس بقضاء حاجاتهم وأسرهم للعيد. ورصدت «الحياة» في جولة لها في السوق ركود حركة الشراء إلا من بعض كبار تجار التمور الذين اقتنصوا فرصة كثرة العرض وانخفاض الطلب، وقاموا بالشراء بسبب انخفاض الأسعار، على عكس ما كان عليه الوضع في أيام السوق الأولى. وقال أمين لجنة التمور في مهرجان بريدة سليمان عبدالرحمن الفايز، إن الوضع الحالي يعتبر عادياً، خصوصاً ونحن ننتظر عيد الفطر، ويتوقع أن يفد الزوار والسياح مع بدء إجازة عيد الفطر المبارك، وقامت اللجنة المنظمة لمهرجان بريدة للتمور بتكثيف المنظمين واللجان العاملة، وإعلان أن العمل في مدينة التمور سيكون بداية من اليوم الثالث لعيد الفطر لمواكبة زوار بريدة ومرتادي سوق التمور، مبيناً أن اللجنة المنظمة للمهرجان سترحب بالزوار بعبارة «عيدكم تمر». وأضاف الفايز ل«الحياة» أن الزوار من خارج بريدة والسعودية قاموا بتأجيل زيارتهم لمدينة التمور إلى ما بعد شهر رمضان، وكانت هناك اتصالات من داخل وخارج المملكة ترد لإدارة مهرجان بريدة تستفسر عن موعد نهاية المهرجان وفترات عمله، مشيراً إلى أن السوق ستشهد ركوداً خلال الأيام المقبلة قبل أن تعاود نشاطها وبقوة خلال اليوم الثالث من عيد الفطر، وستكون ذروة هذه السوق حتى نهاية شهر أيلول (سبتمبر) المقبل. وعلى الجانب الآخر دعا مزارعون إلى أن تكون زكاة الفطر من التمر الذي يعد منتجاً وطنياً على عكس الرز الذي يتم استيراده من خارج المملكة. وأكد المزارعون أن إخراج زكاة الفطر من التمر الذي يعد من قوت أهل البلد وله أهمية غذائية كبيرة سيدعم المزارعين، كما سيدعم منتجهم الزراعي المهم، ما يسهم في تنشيط الطلب على التمر. ويتوقع اقتصاديون أن تتجاوز مبيعات سوق التمور ببريدة 2.5 بليون ريال، إذ يبلغ متوسط حجم التداول اليومي لعمليات البيع والشراء إلى 25 مليون ريال. وأسهم السوق في توفير أكثر من ثلاث آلاف وظيفة ما بين باعة ودلالين وموظفي خدمات، إذ تعمل 3000 آلاف سيارة يومياً في نقل الإنتاج من وإلى السوق. ويعرض مهرجان بريدة العاشر للتمور أكثر من 200 ألف طن موزعة بين 37 صنفاً ونوعاً من التمور خلال مدة المهرجان الذي بدأ مع إطلالة شهر رمضان المبارك ويستمر 75 يوماً. ويمثل المعروض من التمور إنتاج أكثر من 8 ملايين نخلة، منها 6 ملايين داخل منطقة القصيم، ومليونان من إنتاج المناطق القريبة. وتزامن حلول شهر رمضان مع بدء عمليات نضج التمور في زيادة الطلب على التمور، ما جعل المهرجان فرصة نادرة للمزارعين السعوديين وتجار التمور والمتسوّقين من الداخل والخارج.