نظَّمت نقابة أطباء مصر «المؤتمر الدولي التخصّصي الثالث عن الجديد في طب المسنين» في الإسكندرية بالتعاون مع وحدة طب المسنين في كلية الطب جامعة الإسكندرية. وشدّد المشاركون على أهمية تأمين الحاجات الأساسية والرعاية الكافية للمسنين، خصوصاً في مجال التغذية. وأشاروا إلى حاجة المسن لعناية خاصة في رمضان إذ يقلّ ما يحتاجه المسنّ من سعرات حرارية بسبب تغيّرات بيولوجية تشمل الانخفاض التدريجي في كتلة العضلات وتزايد كتلة الدهون. وأكّد المشاركون في المؤتمر أهمية التركيز على البحث العلمي المتصل بالمسنين، خصوصاً في المنطقة العربية التي تقل فيها الرعاية الصحية العلمية المتخصصة في هذه الفئة العمرية. وأوضح الأمين العام للمؤتمر الدكتور محمد سامي جاد أن أعداد المسنين تزايدت بنحو 15 في المئة في السنوات الأخيرة. واستعرض التطوّرات في بحوث طب المسنين خلال ال35 عاماً الأخيرة، مشيراً إلى ضرورة الإستفادة منها عربياً. وتحدّث الدكتور إسماعيل اللقّاني مؤسس وحدة طب المسنين في كلية طب الإسكندرية عن النظريات العلمية عن الشيخوخة مثل الوراثة والجذور الحرّة Free Radicals وغيرهما، لافتاً إلى أهمية التحاليل الدورية وإعطاء المسنين الأولوية في المواعيد ودخول المستشفيات. وأكّد اللقاني أن الصوم يعالج كثيراً من مشكلات الجهاز الهضمي عند المسنين، مثل زيادة الحموضة في المعدة، والقولون العصبي وعسر الهضم، مؤكّداً أن المواظبة على الصيام تقلل من تصلب الشرايين وتؤخّر علامات الشيخوخة. ونصح اللقاني المسنين بأهمية استشارة الطبيب في شأن الصيام، ناصحاً بتقليل فترة الصوم من طريق تعجيل الإفطار وتأخير السحور. وبيّن أن من الأفضل أن يبدأ المسنّ الإفطار بتناول تمر مع قليل من الماء أو الحليب، وأن يختار الأطعمة السهلة المضغ والهضم، ناصحاً بتقليل تناول المواد المحتوية على الكافيين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية، إضافة الى تخفيف الأغذية الغنية بالدهون والأملاح، لأنها تضر بتوازن الفوسفات والكالسيوم والبوتاسيوم ما يؤثّر على كثافة العظام. وأكّد ضرورة تناول الحليب ومنتجاته لضمان الحصول على الكالسيوم بكميات تكفي للوقاية من هشاشة العظام، مع النصح بتناول الفواكه والخضراوات بصورة منتظمة. كما نصحت الدكتورة نهى الصباغ، وهي رئيسة المؤتمر، المسنين بممارسة الرياضة، ومراقبة الوزن، والتواصل الاجتماعي والبعد عن التوتر العصبي والنفسي والنوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات يومياً. الميلاتونين ومناعة المُسنّ ولفتت الدكتورة سوزان أبوريّه، الإختصاصية في طب المسنين، إلى أن انخفاض مستوى هرمون اسمه «ميلاتونين» Melatonin في الجسم، يفاقم أعراض الشيخوخة واضطرابات الجهاز المناعي عن المسنين. والمعلوم أن ال «ميلاتونين» يفرز من الدماغ في الفترة المتصلة بالنوم، كما يعمل كهرمون مضاد للشيخوخة. كما يُعرف عن ال «ميلاتونين» أنه هرمون مضاد للأكسدة، بمعنى أنه يبطل عمل الجذور الحُرّة التي تساهم في عملية الأكسدة في الجسم. وبذا، يساهم في منع أضرار الأكسدة في خلايا الدماغ، ما يفترض أنه يؤخر فعلياً أمراضاً مثل «ألزهايمر». كما يلعب الهرمون عينه دوراً مماثلاً في الوقاية من أمراض القلب وظاهرة تجمّع «المياه الزرقاء» في العين، ونشوء السرطانات. وكلما تقدّم الإنسان في العمر انخفض مستوى إنتاج هرمون الميلاتونين في الدماغ، ما يعطي تفسيراً للكثير من ظواهر الشيخوخة. مع اختتام المؤتمر، أوصى المشاركون فيه بضرورة الاهتمام بأساليب التغذية الصحيّة، عبر التقليل من النشويات والسكريات، والامتناع عن الدهنيات، إضافة الى ضرورة الاهتمام بممارسة الرياضة، وجلسات الاسترخاء التي تحسن الحال النفسية للمُسنّ. وشدّدوا على الاهتمام باستخدام عقار الميلاتونين عند كبار السن، بغية تحسين نومهم، ما يساهم في تحسين المزاج العاطفي والنفسي لديهم. ودعوا إلى الاهتمام بمرض النوبات الكهربائية (يعرف خطأً باسم «الصرع» Epilepsy) عند كبار السن، وطرق تشخيصه وعلاجه، إضافة إلى الاهتمام بإنشاء وحدات عناية مركزة خاصة بالمسنين، وإيلاء عناية خاصة بالكشف المبكر عن الاكتئاب لدى المسنين. ولفتوا أيضاً إلى أهمية تدريس أساليب رعاية المسنين في المراحل النهائية من الحياة، وصولاً إلى الوفاة، على أسس علمية.