أطلق مسلحون مجهولون ليل الخميس – الجمعة ثلاثة صواريخ من محافظة البصرة باتجاه مشروع بناء ميناء مبارك الكويتي في جزيرة بوبيان، بعد تهديدات أطلقتها جماعات عشائرية وحزبية مطالبة بوقف العمل في الميناء الذي أثار أزمة بين البلدين. لكن مسؤولين عراقيين نفوا أن يكون الميناء هدف الصواريخ وأكد بعضهم أن هدفها الشركات الاستثمارية في البصرة، فيما قال مكتب رئيس الحكومة إن هدفها قطعات الجيش العراقي. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة البصرة علي غانم ل «الحياة» إن «الصواريخ لم تنطلق أصلاً في اتجاه ميناء مبارك وإنما كانت باتجاه موقع سجن بوكا سابقاً الواقع في منطقة أم قصر القريبة من الكويت». وأضاف إن «هذا الموقع الذي يسمى حالياً مدينة البصرة اللوجستية ويعتبر من المشاريع الاستثمارية المهمة في المحافظة منحته هيئة الاستثمار بداية العام لشركات أميركية وعراقية». وقالت مصادر سياسية مطلعة ل «الحياة» امس إن «ما أدى إلى خلط الأوراق وغموض الهدف المقصود من الصواريخ هو أن مدينة البصرة تشهد في الوقت الحالي زيادة في كثافة الصواريخ التي تطلق على المواقع التي يوجد فيها جنود أميركيون أو معدات لهم». وأضافت إن «الاستهداف بالصواريخ بدأ يتخذ الشوارع الضيقة في المدن مكاناً للإطلاق لصعوبة التوصل إلى المنفذين ولذلك فمن المرجح أن يكون الموقع الاستثماري الجديد في أم قصر هو المقصود «. وتابعت المصادر إن «عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه مواقع لها علاقة بالجيش الأميركي أو الشركات الأميركية اتسع ليصل إلى محافظة ميسان التي تم إبدال قائد شرطتها مؤخراً على خلفية تزايد الهجمات ضد المواقع الأجنبية». لكن مصادر أمنية من داخل محافظة البصرة (490 كم جنوب بغداد) أكدت أن «هدف الصواريخ هو الميناء الكويتي وأنها لم تصب موقع المشروع على اليابسة، وإنما سقطت في جزيرة بوبيان». وأضافت أن «الأجهزة الأمنية في البصرة فتحت تحقيقاً في الحادث كما إن هذا الهجوم الأول من نوعه الذي تستخدم فيه الأراضي العراقية لشن هجمات على دولة جارة». وكانت كتلة «فرسان دولة القانون» في البصرة التي أعلنت نفسها حديثاً هددت الثلثاء الماضي الحكومة الكويتية بالرد العسكري خلال 48 ساعة إذا لم توقف بناء ميناء مبارك، مؤكدة أن «الحشود الكويتية على الحدود لن تقف في وجه العراقيين في الرد على التطاول على العراق». وفي حين هددت عشائر من البصرة في وقفة احتجاجية نظمتها بداية الشهر الجاري باستخدام القوة ضد الكويت واستخدام الأراضي العراقية الحدودية القريبة من ميناء مبارك، وأطلقت مجموعات مسلحة مثل «عصائب أهل الحق» و»كتائب حزب الله العراق» تهديدات مشابهة. وأكدت الأخيرة أنها ستقصف الكويت بثلاثة صواريخ ارض- ارض. وكانت منطقة سفوان الحدودية مع الكويت شهدت تظاهرات نظمها شباب عراقيون دعوا إليها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك). وتوعد رئيس الوزراء نوري المالكي بملاحقة ميلشيات «دولة القانون» وتبرأ من العلاقة معها، فيما اكد ناطق امني في تصريحات امس أن صواريخ البصرة كانت تستهدف القطعات العسكرية. وفي تطور أمني آخر قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من خمسة وثلاثين آخرين بانفجار سيارة مفخخة في منطقة مهيجران التابعة لقضاء أبي الخصيب ليل الخميس. وقالت قيادة الشرطة إن «سيارة مفخخة كانت محملة مواد متفجرة انفجرت بالقرب من حسينية الحاج داود».