لا يجد الدكتور سلمان العودة حرجاً في الإفصاح عن بعض خصوصياته أو نقد بعض نتاجه الفكري المتعجل في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك»؛ إذ يقول في «تويتر»: «تغريدة غامضة... حسناً أنا نادم على تجربة (طلاق ناجح) في حياتي الشخصية، وعلى تسرعي في إخراج كتيبات في مطلع حياتي العلمية كانت في الأصل محاضرات مفرغة وقد أصبحت اليوم تاريخاً". وكتيبات العودة الأولى، كعادة كثير من المحاضرات، كانت مليئة بالإنشاء والاستطراد، وتفتقد المادة العلمية الرصينة، إلا أن دور النشر كانت تلتهم أي شيء ينسب إلى «سلمان العودة» بوصفه رمزاً جماهيرياً يحظى بمتابعة عالية. وتتناغم «تغريدات» الشيخ سلمان العودة في «تويتر» وتدويناته في «فيسبوك"، مع إيقاعات «الثوار» ومعزوفات الرصاص في ليبيا على وجه الخصوص، بعد أن كان ينتقد هو والدكتور عائض القرني، بالتحليق في سماوات بعيدة عن صخب الواقع، وشجون السياسة، وهموم الناس. تتنفس تغريدات العودة حيناً، من رذاذ الحرية الذي أعاد انتعاشة الشعوب، ومن روحانية شهر رمضان أحياناً كثيرة، إلا أن عجلة الأحداث السياسية كان لها دور في سحب العودة إلى بساط السياسة، كما أن بعض لحظات الصفاء النفسي تجعله يتأمل في ماضيه الاجتماعي والحركي والتفكر فيه بصوت مسموع. حصة ليبيا من التدوينات كانت عالية؛ إذ يقول: «يا ثوار ليبيا سألتكم بالله لا تغفلوا عن مرحلة ما بعد القذافي... خيبوا ظنون المتشائمين ومرحلة ما بعد ليبيا؛ فثم حراك في سورية واليمن، أعطيتموهم دفعة حماسة؛ فارسموا طريق النجاح والاستقرار والتنمية... لله أنتم» وفي مشاركة أخرى يقول: «أشاهد الثوار في باب العزيزية (ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب)». آخر تدويناته في «فيسبوك» في صفحة المشرف العام على مركز «الإسلام اليوم» توحي بأن الحرية اعتلت قمة الأولويات لدى عدد من الإسلاميين؛ إذ يقول: «الحرية أهم نجاح يمكن أن يتحقق في ظل التغييرات الإقليمية والعالمية، وهي إحدى قيم الخلافة الراشدة، وأول مَن استخدم لفظ الحرية بمفهومه المدني الواسع عمر (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟) قالها توبيخاً لبعض أمرائه وحماية لحق الشعب». وفي تدوينة أخرى ترد على المتشائمين من نتائج الثورات، كتب: «من ينتظر بعد الثورات أوضاعاً مثالية فهو لا يدري ناموس الحياة؛ فحتى بعد النبوة وبعد الهجرة وبعد الفتح وبعد الخلافة الراشدة ظلت الأزمات قائمة والجهود الحكيمة قائمة أيضاً". أما عن ومضاته الدينية التي يطالع بها محبيه في شهر رمضان، فهي إلى الترغيب أقرب، يقول: «ربِ أحبك وأتوقع منك العفو والجود؛ لأنك كريم وطيب، وأحياناً أخاف عندما أقرأ قولك: «وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون»... رب فلا تجعلني في القوم الظالمين». وفي تدوينة أخرى: «حقا إنه شهر يُزاد فيه رزق المؤمن، وقد زاد الله في رزقنا من العزة والكرامة والرفعة في فهم معنى الحياة وقيمتها في معنى السجود له سبحانه». ويلحظ المتابع للشيخ سلمان العودة استفادته من شبكات التواصل الاجتماعي الجديد مثل «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب»؛ لإيصال صوته وأفكاره إلى محبيه، بعد أن تم إيقاف برنامجيه «الحياة كلمة» و«حجر الزاوية»، حتى أن عدد متابعيه في «تويتر» بلغ 188.730 ألف متابع، كأكثر السعوديين متابعة في هذا الموقع، فيما يتمتع بصداقته في «فيسبوك» 489.240 ألف صديق.