دمشق - أ ف ب - بعدما عرضت الفضائية السورية 15 حلقة من مسلسل «فوق السقف»، أوقفت عرضه فجأة ليمضي إلى خزائن المؤسسة وأدراجها. وكان المسلسل تعرض لمشاكل رقابية عدة، بدءاً من تغيير اسمه من «الشعب يريد» إلى «فوق السقف» ثم شطب مشاهد من حلقاته، بالإضافة إلى منع حلقات من العرض والاكتفاء بتصوير 26 حلقة منه، وصولاً إلى تغييبه عن الشاشة. ويشير مخرج المسلسل سامر برقاوي الى أن الهدف من هذا العمل هو «التطرق الى تداعيات الأزمة التي لم تتناولها مختلف الأعمال الدرامية التلفزيونية التي أنتجت قبل التحركات الشعبية». ويضيف: «كانت هناك مبادرة لسبر المساحة الجديدة من الحرية، وبالفعل كل الأفكار التي قدمت نالت أصداء إيجابية». ويقول برقاوي أن المسلسل الذي كتبته مجموعة من المؤلفين هم كوليت بهنا وبسام جنيد ومازن طه وعدنان زراعي وطلال ديركي، «هو مجموعة منابر وأفكار قد تكون متباينة من حيث تناولها للأزمة، لكنها تجتمع تحت سقف غاية نبيلة، هي دعوة الجميع إلى مشاهدة المسلسل على اختلاف أطيافهم، الأمر الذي يمكن أن تراهن عليه بعمل درامي، ولا تستطيع أن تراهن عليه في ندوة أو محاضرة». فهل يبرر كلامه هذا ما تضمنه المسلسل من رؤى متضاربة، تنحاز مرة للمتظاهرين ومرة للرواية الرسمية؟ يجيب برقاوي: «هذا ليس تبريراً، نحن نقدم حاضنة حضارية لشكل من أشكال الحوار. ليس المطلوب أن أقدم عملاً يرضي طرفاً من دون الآخر، ولا أن أقدم عملاً للتسلية. هدفي دعوة المتفرج مهما كان توجهه السياسي الى أن يرى نفسه والآخر في مسلسل». ويضيف: «نؤمن بالاختلاف، وإذا اعتبرنا أن الشاشة المحلية لكل السوريين فإن كل متفرج ينتظر أن يرى حصته فيها». وعما إذا كان مسلسل «فوق السقف» أجرأ مما سبقه في الدراما السورية، يقول برقاوي: «طبعاً. هذه مساحة تعد سابقة، كأن ترى التظاهرات في عمل تلفزيوني مثلاً. حتى أنني لم أصدق نفسي وأنا أصور ذلك». ويشير المخرج إلى تصوير «حالات التخوين والتجاذبات التي ظهرت على مستوى العائلة الواحدة». وعن رأيه بعنوان وضع لواحدة من حلقات المسلسل على موقع «يوتيوب» وهو «أساليب قمع المتظاهرين»، يقول: «أرى أنه كان مطلوباً زج المسلسل في إطار نشرات الأخبار، وهذا لا ينفع في الدراما». ويضيف: «من أطلق عليه هذا الاسم هو محطة أخبار قرأت العمل تحت هذا العنوان، وهذا يؤذي الغاية الأساسية للمشروع». يذكر أن المسلسل هو الأول من نوعه على الشاشة الرسمية الذي يتطرق في شكل اجتماعي وإنساني للتظاهرات والجدل الدائر حولها، كما تطرق لموضوع منح الجنسية للأكراد. ومن بين الحلقات البارزة، تلك التي تحدثت عن «بيان الخبز» في إشارة إلى ما سمي «بيان الحليب» الذي وقعته مجموعة من الفنانين والمثقفين ودعا إلى إيصال المؤن والحليب إلى مدينة درعا.