أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لقطاع الآثار الدكتور علي الغبان أن استئناس الخيل تم على الأراضي السعودية في قلب الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ بزمن طويل وتوجد بالقرب من الموقع مواقع أخرى أقدم تاريخاً يمكن نسبتها إلى العصر الحجري الوسيط. ويقارب طول أحد تماثيل الخيل التي وجدت بالموقع 100سم، وهو يمثل الرقبة والصدر، ولم يعثر من قبل على تماثيل حيوانات بهذا الحجم في أي موقع آخر في العالم من هذه الفترة نفسها، وما عثر في تركيا والأردن وسوريا لا يعدو أن يكون تماثيل صغيرة الحجم، ومن فترة متأخرة عن هذا التاريخ، وليست للخيل. ويحمل تمثال الخيل الكبير الذي وجد بالموقع ملامح الخيل العربية الأصيلة ويبدو ذلك واضحاً في طول الرقبة وشكل الرأس، ويوجد على رأس تمثال الخيل السابق الذكر شكل واضح لِلِجَام يلتف على رأس الخيل، مما يشكل دليلاً قاطعاً على استئناس الخيل من جانب سكان هذا الموقع في تلك الفترة المبكرة. وأضاف الغبان أنه يجري العمل على تشكيل فريق علمي يشترك فيه عدد من الباحثين الدوليين للقيام بالبحث والتنقيب في هذا الموقع، والكشف عن مزيد من أسرار هذه الحضارة. وكاستنتاج أولي، يتوقع انتشار هذه الحضارة - التي أطلقنا عليها مسمى حضارة المقر نسبة إلى اسم المكان التي وجدت فيه- نتوقع انتشارها داخل وخارج الجزيرة العربية وهو أمر ستكشف عنه الدراسات والأعمال الميدانية المستقبلية، والدراسات المقارنة مع المواقع الأخرى داخل الجزيرة العربية وخارجها.