«أنت زوجي... ملكي أنا فقط، لن أسمح لك أن تتحدث مع أي امرأة غيري، أو أن تخونني في يوم من الأيام، وإن فعلت ذلك سأفعل أنا أيضاً!»... هل يمكن أن تتجرأ زوجة على زوجها بهذا الكلام؟! وهل يمكن أن تصل الغيرة إلى هذا الحد من هذا العناد القاتل؟ الذي قد يُعجل بإنهاء علاقتهما الزوجية، ويجعل حياتهما مهددة بالطلاق في أي لحظة، فالكثير من الزوجات تأخذهن عقولهن إلى هذا الطريق الذي قد يؤدي حتماً إلى مشكلات زوجية لا حصر لها، فبدلاً من بحثهن عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تغيير مشاعر أزواجهن ناحيتهن وابتعادهن فترة من الفترات عنهن، كان هذا العناد الذي قد يصاحبه في كثير من الأحيان الشك والاتهامات الباطلة التي قد يكون ليس لها أي أساس من الصحة، سوى الغيرة العمياء التي أحياناً تقضي على الأخضر واليابس بينهما، بل إن بعضهن يزيدن المشكلة بمشكلة أخرى أكبر عندما يبحثن عن كل ما قدمنه لأزواجهن في الماضي، وعن كل ما قمن به من أجل أزواجهم كدليل أوحد على حبهن لهم، أو ربما لاستخدامه كوسيلة ضغط وإجبارهم على العودة إلى طبيعتهم ورضوخهم لهن. الرجل بطبيعته لا يستجيب إلى أسلوب الضغط في مثل هذه الأمور، ولا يحب أن تعامله زوجته بهذه الطريقة، فهو يكره أن تذكره زوجته كل حين وآخر بأنها صاحبة فضل عليه، خصوصاً عندما تشتد الخلافات والمشكلات بينهما، فهي تزيد النار لهيباً، فبعض الزوجات يتبعن هذا الأسلوب ليرجحن كفتهن وليظهرن أنفسهن أمام أزواجهن، وربما أمام أبنائهن أيضاً أنهن الأفضل والأحسن، وأن أزواجهم خائنون وغير عشريين، والكثير من الأزواج قد يتفاجؤون بلجوء زوجاتهم إلى هذا الأسلوب من المعايرة والانفلات العقلي، بل ربما كانوا يستبعدون أن يحدث ذلك مطلقاً من شركاء حياتهم ومسيرتهم وأم أبنائهم، خصوصاً أن التضحيات والمساعدات التي يقدمها الزوجان لبعضهما البعض غالباً ما تكون نابعة عن إخلاصهما وحبهما لبعضهما البعض، ورغبة وحرصاً منهما على استمرار واستقرار حياتهما الزوجية. هذه التصرفات غير المحسوب عواقبها من الزوجة قد تتسبب في نزيف جرح عميق في قلب زوجها، قد تجد صعوبة في علاجه إذا أحست بخطئها في يوم من الأيام، وأدركت خطورته قبل أن يبتعد زوجها عنها نهائياً، ويأخذه تفكيره إلى البحث عن زوجة أخرى. في شهر رمضان المبارك تختفي مثل هذه المناوشات بين الزوجين، ونتمنى من الله اختفاءها بقية العام. [email protected]