في قديم الزمان كان شهر رمضان الكريم هو شهر العزة والانتصار للإسلام والمسلمين، كان المسلمون الأوائل يحرصون كل الحرص على أن تكون غزواتهم ومعاركهم في شهر رمضان، وكان الانتصار حليفهم في معظم معاركهم، فمنهم من استشهد، ومنهم من أصيب، ومنهم من أكرمه الله سبحانه بحياة إلى أجل مسمى، كانت الدعوة صادقة والقلوب صافية مجتمعة على حب الله جل جلالة وحب رسوله «صلى الله عليه وسلم». كان الرجال يعقدون الأمر في بيت من بيوت الله، يخططون ويتدارسون أمورهم ويتعلمون ويسألون ويتبادلون الرأي والمشورة، كانت المساجد هي «الجامعة والمدرسة والمعهد والكلية»، كانت هي المربي للفضائل والأخلاق، كانت هي منارة العلم والعلماء وستضل كذلك بإذن الله إلى يوم معلوم لدى الخالق سبحانه ومجهول لنا بنو البشر. تعاقبت الأجيال وتغيرت الأمم وهجر بعض الناس المساجد، إلا من رحم ربي، حتى أتى اليوم الذي شاهدنا فيه كيف تدك منارات المساجد! وأين؟ في بلد من بلاد الإسلام والمسلمين! وعلى يد من؟ على يد نظام حاكم مستبد ولا حول ولا قوة إلا بالله هو نعم المولى ونعم النصير، هذا النظام البعثي المقيت الذي ظل جاثماً على سدة الحكم 40 عاماً حارب فيها المساجد والمسلمين، وكتم الأنفاس، واتجه شرقاً إلى الربيبة (إيران) ووثق الحلف والتعاون معها في كل ما من شأنه شق عصا المسلمين وخلق الفتن والدخول في أحلاف وتحالفات ضد الدول العربية ومحاربة أهل السنة والجماعة حتى وصل بهم الأمر إلى منع إقامة الصلوات في المساجد وفرض حصار مشدد عليها، ومنع المصلين من أداء الصلوات في شهر الرحمة، شهر العزة والانتصارات للمسلمين، قصفوا المآذن وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ في تعدٍ سافر وفاضح للقيم الإسلامية الحنيفة وفي حرمة الشهر الفضيل، تعالت الأصوات والمطالب بعد نداء وتحذير خادم الحرمين الشريفين من العبث بأرواح ودماء المسلمين، ولكن هذا النظام الطائفي يعرف قبل غيره أن الإصلاح المطلوب منه يعني نهايته التي نسأل الله ألا تطول. [email protected]