كشفت السلطات الباكستانية وكالة للسياحة والسفر استغلت باكستانيين في تهريب مخدرات إلى السعودية، وذلك عبر إهدائهم أحذية بدعوى أنها «غير مخيطة» ومناسبة لأداء مناسك العمرة، ليفاجَأوا بالجهات الأمنية في السعودية تلقي القبض عليهم وتخرج من أحذيتهم مادة الهيروين. واعتقلت الشرطة الباكستانية في مدينة كراتشي أخيراً نجل صاحب وكالة الهدى الدولية للسياحة والسفر التي سيرت رحلات عمرة وقدمت للمعتمرين الأحذية التي اكتُشف الهيروين فيها. وبحسب تحقيقات الشرطة في المدينة وما اتضح من أقوال المقبوض عليهم في السعودية وجهات دينية في كراتشي، فإن صاحب «وكالة الهدى» أعلن أسعاراً مخفضة لرحلات العمرة واستقطب كثيراً من العائلات، ولا سيما مع تقديمها حسماً كبيراً على تذاكر المعتمرين للعائلات والمتزوجين حديثاً تحت ستار دفع الناس للتوجه إلى بيت الله الحرام ومساعدتهم على الالتزام بالشرع الحنيف. وأكد مدير الجامعة البنورية في كراتشي - التي لجأ إليها ذوو المحتجزين في السعودية - مفتي عبدالرحمن نعيمي أن غالبية من ذهب في رحلة جماعية للعمرة كانت من جماعة التبليغ التي تسعى لتهذيب النفس ولا علاقة لها بالسياسة والمخدرات، مضيفاً أنهم وقَعوا ضحية أطماع صاحب وكالة سياحة وسفر، الذي عمد إلى تضليلهم بإعطائهم أحذية غير مخيطة وملابس للإحرام خبأ داخلها كميات من الهيروين. وأضاف أن الشرطة الباكستانية اقتحمت منزل صاحب الوكالة وعثرت على مخدرات وأحذية من النوع ذاته الذي أهداه للمعتمرين فيه فتحات داخلية يمكن أن تكفي لحمل 300 غرام من الهيروين في كل زوج من الأحذية. ولفت نعيمي إلى أنه اتصل بسفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام أباد الذي أكد له أن السعودية لن تعاقب بريئاً وأنها على اتصال بالجهات المعنية في باكستان التي عليها واجب اعتقال المجرمين الحقيقيين الذين يستغلون ضيوف الرحمن وتسليمهم للمملكة لمعاقبتهم بعد اعترافهم بجريمتهم أو معاقبتهم في باكستان. من جهته، أكد الناطق باسم الخارجية الباكستانية عبدالباسط ل«الحياة» أن بلاده على تواصل مع السعودية والجهات المعنية فيها حول قضية العائلات المحتجزة بتهمة محاولة تهريب مخدرات إلى السعودية، مشيراً إلى أن باكستان طلبت من السعودية تعيين محامٍ لهذه العائلات وعدم إرسال القضية للمحكمة إلا بعد الانتهاء من التحقيقات في باكستان، مضيفاً أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن من اعتقلوا في باكستان هم أبرياء غُرر بهم من دون علمهم.