طرابلس، القاهرة - أ ف ب، رويترز - تضاربت الأنباء حول وجود العقيد معمر القذافي، فيما أعلنت قوات المعارضة اعتقال 3 من أولاده. وأفاد ديبلوماسي في العاصمة الليبية طالباً عدم كشف هويته أن العقيد معمر القذافي ما زال في منزله في باب العزيزية في طرابلس. وقبل ساعات من ذلك، دعا القذافي أنصاره الى «تطهير» العاصمة من الثوار. وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي إن على سكان طرابلس «الخروج الآن لتطهير العاصمة»، مؤكداً أن لا مكان «لعملاء الاستعمار» في طرابلس وفي ليبيا. وأضاف متوجهاً للثوار: «عودوا من حيث أتيتم». ورجح مندوب ليبيا السابق في الجامعة العربية ممثل المجلس الانتقالي السفير عبد المنعم الهوني، أن يكون معمر القذافي مختبئاً في باب العزيزية، كاشفاً عن أن معسكر باب العزيزية تبلغ مساحته نحو 15 كيلومتراً مربعاً، ويتسم بالتحصين الشديد إذ يقال إنه يوجد فيه مدينة كاملة تحت الأرض. ودعا شباب الثورة الليبية إلى عدم التسرع ومداهمة باب العزيزية من دون التجهيز اللازم. وقال إننا لا نريد خسائر بشرية أكثر مما وقعت، مرجحاً القبض على القذافي وعبد الله السنوسي وغيرهما من رموز النظام. وحيَّا الهوني العسكريين الذين سلموا سلاحهم في الوقت المناسب وبخاصة قائد كتيبة حماية القذافي البراني إشكال. وقال إن هذا تصرف وطني مسؤول، يجب أن يحترم ويشكر عليه، وسوف يحسب له، لافتاً إلى أن هذا القائد ينتمي إلى قبيلة القذافي، والليبيون سوف يعتبرونه من مكارم هذا الرجل. وحول الوضع في سرت مسقط رأس القذافي، قال إنه لم يحدث تحرك باتجاه سرت، وهي مدينة ليبية، مواطنوها ليبيون نكن لهم كل احترام، ويجب أن يعوا هذا التغيير وأن يحترموا إرادة الشعب الليبي، معرباً عن اعتقاده بأن وزراء الخارجية سيتخذون قراراً برفع الحظر عن مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وعودتها إلى بيت العرب. وألقت قوات المعارضة القبض على ثلاثة من أبناء القذافي، الساعدي وسيف الإسلام ومحمد. ونقلت قناة «العربية» عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أن المعارضين الليبيين اعتقلوا الساعدي القذافي بعدما اعتقلوا سابقاً شقيقه سيف الإسلام في طرابلس، ووضعوا شقيقه الثالث محمد رهن الاعتقال المنزلي. وقال محمد في مقابلة هاتفية مع قناة «الجزيرة» صباح الاثنين إن «مجموعات حاصرت بيتي وأنا الآن في المنزل وهم موجودون في الخارج». وتابع: «أعطيت الأمان وهم محاصرون المنزل». وسمع دوي إطلاق نار كثيف وقريب جداً أثناء المقابلة ثم أكمل محمد القذافي الحديث للمحطة وأوضح أنه وعائلته بخير ولم يصبهما أذى. وأضاف: «لست موجوداً في الأجهزة الأمنية أو الرسمية للدولة ولا أعرف ما حدث». وأضاف أن «غياب الحكمة والرؤية الواسعة هو الذي أوصل ليبيا الى ما هي عليه الآن»، قائلاً إن «مشاكلنا كانت بسيطة وكان يمكن أن تحل المشاكل». وذكرت القناة أن المعتصم، النجل الرابع للقذافي، موجود في مجمع باب العزيزية في طرابلس حيث تتمركز دبابات تابعة للقذافي عند مدخل المجمع. ونقلت عن مصادر من المعارضة الليبية أن خميس، النجل الخامس للقذافي، يقود قوة عسكرية خرجت من مجمع باب العزيزية تتجه صوب وسط طرابلس. وفي لاهاي، أعلن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله أن المحكمة تبحث مع الثوار الليبيين نقل سيف الإسلام القذافي الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والذي اعتقله الثوار في طرابلس. وقال إن «المحكمة بمجملها معنية». وكان الثوار أعلنوا الأحد اعتقال سيف الإسلام في طرابلس وهو ما أكده لاحقاً مدعي المحكمة الجنائية لويس مورينو- أوكامبو استناداً الى «معلومات سرية». وأمل مدعي المحكمة «بأن يكون سيف الإسلام قريباً في لاهاي» ليحاكم، مشيراً الى أنه «يعتزم الاتصال بالحكومة الانتقالية» الليبية لبحث السبل العملية لنقله الى لاهاي. وأكد مورينو- أوكامبو أيضاً أن المحكمة «مستعدة لمساعدة الليبيين على إدارة ماضيهم الصعب ولدعم الحكومة الانتقالية» الليبيين «كي لا تبقى أي جريمة من دون عقاب». وسيف الإسلام الذي يعتبره مدعي المحكمة الجنائية «رئيس الوزراء الليبي بحكم الأمر الواقع» متهم بلعب دور «أساسي في تطبيق خطة» أعدها والده وتهدف الى «قمع بكل الوسائل» الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في شباط (فبراير) وبينها «استخدام العنف الشديد والدموي». ويحتمل أن يكون نظم تجنيد مرتزقة. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في 27 حزيران (يونيو) مذكرات توقيف بحق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي. ويشتبه في ضلوع الرجال الثلاثة بجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في ليبيا في 15 شباط حين بدأت الانتفاضة الشعبية التي تحولت لاحقا الى نزاع مسلح. في باريس، قال ممثل المعارضة الليبية منصور سيف النصر أمس إن هناك إمكانية لمحاكمة سيف الإسلام، في ليبيا وألا يسلم الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وتابع إن «كل شيء ممكن. الأمر يرجع للمجلس الوطني الانتقالي لاتخاذ قرار في شأنه. من الممكن أن يسلم الى المحكمة الجنائية الدولية ولكن من الممكن أيضاً ألا يجري تسليمه».