لم يصدق خالد محمد نفسه عندما عرف أن ابنه أيمن مقبول في الكلية التقنية العليا بعدما كان أصابه اليأس منذ إعلان نتائج الثانوية العامة. فهو لم يتوقع أن يحرز ابنه نسبة عالية تفتح له باباً لأي مؤسسة جامعية على نفقة الحكومة، مع تضخم أرقام النسب التي تشترط للمقاعد المجانية. لكن العام الدراسي الحافل بنقاط الخلاف بين أيمن ووالده حول أسلوب المذاكرة والاستهتار بأهمية المرحلة، انتهى الآن مع حصول أيمن على علامة 65 من مئة، كافية هذا العام لبلوغ ما لم ينله الآلاف ممن حصلوا على أكثر من 70 في المئة خلال السنوات الماضية. أما عقدة الفتيات فكانت أكبر، إذ حقق بعضهن 90 في المئة لكنهن مكثن في المنزل لغياب الفرصة. السيناريو نفسه تكرر مع عبدالله الندابي الذي وجد ابنه فرصة الابتعاث الى ألمانيا، بنسبة لم تكن كافية العام الماضي لبلوغ مقعد دراسي في جامعة السلطان قابوس الجامعة الحكومية الوحيدة في عمان. وكان السلطان اصدر أوامر بإنشاء جامعة ثانية فرضتها الاعتصامات الاحتجاجية مطلع العام الجاري، طالب فيها الشباب بالاهتمام بقضاياهم، خصوصاً على مستويي التعليم والعمل. وجاءت الاستجابة سريعة مع فتح عشرات الآلاف من الفرص في التعليم الجامعي والتوظيف مع صرف منحة «بطالة» للباحثين عن عمل بموازاة جهود حكومية لتوفير وظائف لهم في القطاعين العام والخاص. ومع إعلان مركز القبول الموحد فتح فرص دراسية أمام جميع المسجلين، تناقلت الأسر العمانية الأخبار الطيبة بعدما كان الآلاف منها تعيش حال قلق على مستقبل الابناء الذين لا يجدون فرصاً دراسية، وإن وجدت ففي جامعات وكليات خاصة تستنزف مقدرات العائلات الاقتصادية في ظل وجود أكثر من طالب لدى كل أسرة. وأعدت وزارة التعليم العالي برنامجاً متكاملاً لتسهيل التحاق الطلاب المقبولين بمؤسسات التعليم العالي للعام الأكاديمي 2011/2012 في البعثات الدراسية الداخلية والخارجية التي رأتها «متوافقة مع الخطة العامة للوزارة في تنمية الكوادر البشرية من خلال البعثات الدراسية التي توفرها الوزارة وفق الحاجات الحالية والمستقبلية للبلاد, وبما يضمن توافر كوادر داعمة للتنمية المستدامة في مختلف القطاعات». ورأى مدير عام البعثات حمد بن حمود البلوشي أن ارتفاع عدد البعثات الخارجية يعود إلى أوامر السلطان قابوس «بابتعاث 1500 طالب وطالبة لمؤسسات تعليمية خارج السلطنة، وتوفير 7000 مقعد دراسي في التعليم العالي الخاص داخل السلطنة، ليصل بذلك عدد الدارسين على نفقة الحكومة هذا العام حوالي 28 ألفا و400 طالب». وأشار البلوشي إلى أن عدد المقاعد الدراسية داخل مؤسسات التعليم العالي الخاصة داخل السلطنة للعام الاكاديمي 2011/2012 زاد إلى أكثر من 9808 مقاعد دراسية، مشددا على «أن الوزارة مكّنت الطلاب قدر الإمكان من خلال مركز القبول الموحد، من اختيار التخصصات والمؤسسة التعليمية التي يرغب الطالب في الالتحاق بها، كما سعت الوزارة إلى أن يكون هذا الاختيار منظماً، بحيث يتوزع الطلاب على مختلف المؤسسات التعليمية وفق حصص محددة لكل مؤسسة خاصة من البعثات الدراسية من قبل وزارة التعليم العالي خلال العام الأكاديمي المقبل». وحددت التخصصات بناء «على دراسات قامت بها الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي إلى جانب الأخذ في الاعتبار ملاحظات الزيارات الميدانية للمعنيين في الوزارة واستجابة المؤسسات للملاحظات الواردة في تقارير الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وجاهزية المباني والمرافق والبنى الأساسية ونوعية التخصصات المطروحة». أما البعثات الخارجية ففتحت المجال أمام الطلاب للحصول على 1700 منحة إلى «الإمارات العربية والسعودية والكويت وقطر والبحرين» اذ قدمت هذه الدول منحاً دراسية كاملة وجزئية في برامج أكاديمية عدة منها العلوم والجيولوجيا والعلوم المالية والإدارية والقانون والهندسة والطب البشري والعلوم الإنسانية والطب البيطري، إضافة إلى الابتعاث إلى دول أخرى من بينها الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزلندا وألمانيا وهولندا والنمسا وتركيا وماليزيا.