إسلام آباد – «الحياة»، أ ف ب – استهدف هجوم انتحاري مسجداً في إقليم خيبر القبلي شمال غربي باكستان خلال صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً ومئة جريح. ولم تتبن أي جهة على الفور مسؤولية الهجوم الأكبر من نوعه منذ ثلاثة أشهر. لكن اصابع الاتهام وجهت الى حركة «طالبان باكستان»، الموالية لتنظيم «القاعدة» والتي تعهدت تصعيد الهجمات انتقاماً لمقتل زعيم التنظيم اسامة بن لادن برصاص قوات اميركية دهمت مخبأه شمال البلاد في مطلع ايار (مايو) الماضي. ووقع الهجوم فيما كان اكثر من 500 مصل محتشدين داخل المسجد في مدينة جمرود التي تبعد 25 كلم جنوب غربي بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان. وقال المسؤول في الإدارة المحلية سيد احمد جان ان عبوة ناسفة انفجرت بعد ثوان قليلة من انتهاء الصلاة. وأكد مساعد قائد ادارة المنطقة خالد ممتاز كوندي ان الهجوم نفذه انتحاري حمل ما بين ثمانية الى عشرة كلغ من المتفجرات. وغطت الدماء ارض المسجد وحديقته حيث تناثرت اشلاء الضحايا. كما تشققت جدران المسجد وتحطمت ابوابه ونوافذه. وتزامن الهجوم مع مقتل اربعة متشددين على الأقل في غارة شنتها طائرة اميركية من دون طيار في منطقة مجاورة. وقال مسؤول في اجهزة الأمن ان الطائرة «اطلقت صاروخين على منزل زعيم قبلي تواجد فيه المتشددون» في منطقة جنوب وزيرستان المحاذية للحدود مع افغانستان. وأكد المسؤول الأمني العثور على 4 جثث، مشيراً الى اصابة شخصين بجروح. ووقعت الغارة في منطقة شين وارساك التي تبعد 15 كلم من ونا كبرى مدن جنوب وزيرستان. وأفادت تقارير ان المتشددين «ينتمون الى مجموعة الملا نظير» احد ابرز القادة المحليين ل «طالبان باكستان». في افغانستان، هاجم خمسة مسلحين من حركة «طالبان» مبنى المركز الثقافي البريطاني في كابول، ما اسفر عن مقتل تسعة أشخاص بينهم جندي اجنبي يعتقد انه بريطاني. واستمر الهجوم ساعات وتزامن مع الذكرى ال 92 لاستقلال أفغانستان عن الحكم البريطاني. وتبنت «طالبان» الهجوم واعتبرته رسالة الى لندن (راجع ص 7). وأعلنت الشرطة الأفغانية ان مهاجماً انتحارياً فجر سيارة مفخخة أمام بوابة المركز. ثم اقتحم اربعة مهاجمين بينهم ثلاثة يرتدون الملابس التقليدية للسيدات الأفغانيات المجمع حيث اشتبكوا مع حراسه. واستمر تبادل اطلاق النار داخل المركز نحو ثماني ساعات تخللها سماع دوي ثمانية انفجارات، فيما أحاط عشرات من أفراد القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي بالمجمع وحلقت مروحيتان في اجوائه. وقبل نهاية القتال تحصن آخر المهاجمين الأربعة الذين قاتلوا في المجمع داخل قبو واق من الرصاص في المبنى المدمر، ما دفع السلطات الى تفجيره.