تل أبيب - يو بي أي - كشف تقرير تم إعداده في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست عن أنه ليس لدى حكومة إسرائيل إستراتيجية سياسية واضحة لمواجهة المسعى الفلسطيني لنيل اعتراف في الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية في أيلول (سبتمبر) المقبل. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الخميس إن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست ستستعرض التقرير الأسبوع المقبل وأنه يوجد فيه قسم سري. وأضافت الصحيفة أن التقرير البرلماني تضمن مجموعة استنتاجات تدل على وجود خلل في الاستعدادات السياسية الإسرائيلية التي من شأنها أن تؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة. وتم وضع التقرير بعد عمل دام ثلاثة شهور التقى معدوه خلالها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان وقادة جهاز الأمن وخبراء من خارج الحكومة. وتبين من التقرير أن حكومة إسرائيل تتحدث بصوتين متناقضين، إذ قال باراك لأعضاء لجنة الخارجية والأمن أن أحداث أيلول (سبتمبر) سوف تصعّد التهديدات على دولة إسرائيل ولذلك أوصى بإجراء محادثات مع الفلسطينيين واستئناف المبادرة السياسية، ويؤيد هذا الموقف الجهات التي تقدم التقييمات للحكومة مثل شعبة الاستخبارات العسكرية. وفي مقابل هذا الرأي يعتبر ليبرمان إن المسعى الفلسطيني هو نزوة من جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأنه لا يرى حاجة الآن لدفع مبادرات سياسية وأن من شأن ممارسة ضغوط على عباس أن تمنع المسعى الفلسطيني. لكن تقرير لجنة الخارجية والأمن لفت إلى أن الوضع الحالي ينطوي على مخاطر كثيرة تحدق بإسرائيل ومكانتها الدولية وأولها التصعيد المستمر أمام الفلسطينيين الأمر الذي سيكون له تأثيرا على علاقة إسرائيل مع الأردن ومصر. وحذرت اللجنة البرلمانية من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تجند عالمي للتضييق على خطوات إسرائيل في الحلبة الدولية واتخاذ إجراءات مباشرة ضدها ما سيؤدي إلى إلحاق أضرار متعددة المستويات على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي والأمني. وفي موازاة الانتقادات التي يوجهها تقرير اللجنة إلى الحكومة فإنه كال المديح للجيش الإسرائيلي واستعداداته في هذا السياق وبضمن ذلك إعداد القوات ذهنيا وشراء وسائل تفريق تظاهرات، لكن اللجنة أشارت إلى أن على الجيش أن يأخذ بعين الاعتبار سيناريوهات لوضع يحتاج فيه الجيش إلى قوات أكبر من قوات قيادة الجبهة الوسطى. ويذكر في هذا السياق أن رئيس لجنة الخارجية والأمن شاؤول موفاز، وهو رئيس أركان ووزير دفاع سابق، صرح قبل أسبوعين أنه ربما يتعين على الجيش استدعاء قوات احتياط في سبتمبر. وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن تقارير الجهات الأمنية الإسرائيلية التي تم استعراضها أمام اللجنة البرلمانية أظهرت أن الاعتراف بدولة فلسطينية في الأممالمتحدة لن يقود إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة وذلك على ضوء التقديرات بأنه لا توجد مصلحة لدى عباس بتفجر أعمال عنف. وقدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية أمس أنه قد تحدث تظاهرات فلسطينية عنيفة في سبتمبر وأن الجيش يستعد لكافة الاحتمالات وفي موازاة ذلك يجري اتصالات مع السلطة الفلسطينية في محاولة لمنع تدهور الأوضاع.