تقدم عضو مجلس الشيوخ الأميركي وأحد قادة الحزب الديمقراطي السيناتور باتريك ليهي بمبادرة في الكونغرس تقضي بأن توقف الولاياتالمتحدة المساعدات التي تقدمها لثلاث وحدات كوماندوس إسرائيلية بسبب خرقها لحقوق الإنسان بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء إن ليهي طالب بوقف المساعدات عن وحدات الكوماندوس "السرية 13" التابعة لسلاح البحرية، ووحدة المستعربين "دوفدوفان" التابعة لحرس الحدود، ووحدة "شلداغ" التابعة لسلاح الجو. وذكرت أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الذي تربطه صداقة مع ليهي، اجتمع مؤخرا مع السيناتور وحاول إقناعه بالتراجع عن مبادرته التي تعد غير مسبوقة، بخاصة في الكونغرس الأميركي الذي يعتبر أهم معقل لدعم إسرائيل في العالم. واضافت الصحيفة ان باراك قال خلال اجتماعه مع ليهي قبل أسبوعين، إن الجيش الإسرائيلي يحقق في العمليات العسكرية التي ينفذها في حين أن لا أحد يفعل ذلك عندما تقتل حماس إسرائيليا. وتابعت الصحيفة أن ليهي استمع لأقوال باراك لكنه لم يتعهد بوقف مبادرته. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن ليهي بدأ بطرح مبادرته في الشهور الأخيرة، ومن بين الأسباب التي دفعته إلى ذلك، كانت مطالب من جانب مصوتين له بولاية فارمونت التي يمثلها في الكونغرس. وأضاف المصدر أن مجموعة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين تظاهروا أمام مكتب ليهي قبل شهور عدة وطالبوه بالتنديد بمقتل النشطاء الأتراك التسعة على متن السفينة "مافي مرمرة" خلال مهاجمة سلاح البحرية الإسرائيلي لأسطول الحرية التركي لكسر الحصار عن غزة في أيار/ مايو 2010. يذكر أن قوة من وحدة الكوماندوس البحري الإسرائيلي "السرية 13" تم إنزالها على السفينة "مافي مرمرة" وقتلت النشطاء التسعة وأصابت عشرات آخرين بجروح. وأشارت الصحيفة إلى أن ليهي يترأس اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي ويعتبر أحد أهم السيناتورات وبادر في العام 1997 إلى سن قانون يحظر على الولاياتالمتحدة تمويل وحدات عسكرية أجنبية يشتبه بضلوعها بانتهاك حقوق الإنسان أو اقتراف جرائم حرب، الأمر الذي يلزم وزارة الدفاع الأميركية ايضا بمنع ضباط وجنود أجانب من التدرب في الولاياتالمتحدة. وقالت "هآرتس" إن ليهي يحاول إدخال بند إلى قانون المساعدات الخارجية للعام 2012 يقضي بفرض قيود على المساعدات العسكرية لإسرائيل وبخاصة لوحدات الكوماندوس الثلاث، ويؤكد أن هذه الوحدات تتعرض لفلسطينيين مدنيين غير ضالعين بأعمال قتالية، وأنه لا يوجد نظام يمكن من التأكد من أن الجنود في هذه الوحدات الإسرائيلية لا ينتهكون حقوق الإنسان. ويرى ليهي إنه ينبغي فرض قيود على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل مشابهة للقيود المفروضة على دول مثل مصر وباكستان والأردن. وقال المصدر الإسرائيلي إن السفارة الإسرائيلية في واشنطن تحاول منذ شهور كبح مبادرة ليهي وإقناعه بالتراجع عنها لكن من دون أن تحقق نجاحا. ولفت المصدر أيضا إلى أنه على الرغم من الدعم الكبير الذي يمنحه الكونغرس لإسرائيل، إلا أنه حدث تراجع معين بهذا الدعم بالفترة الأخيرة. وأضاف "وضعنا في أميركا ما زال جيدا بما لا يقاس مع أماكن أخرى، لكن ينبغي أن نعترف بوجود تراجع تدريجي وإن كان بطيئا، والوضع الآن ليس كما كان قبل 20 عاما".