مثلما استغلت شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» في تنظيم الثورات الشعبية التي شهدها ويشهدها الوطن العربي، تستغل مجموعة من الشباب الجزائريين «فايسبوك» لرسم البسمة وإدخال الفرحة الى قلوب عائلات محرومة خلال رمضان. عارف وإيمان وطارق وحمزة ومئات من الشباب الجزائريين الذي انضووا تحت مجموعة «ناس الخير»، ينشطون في مناطق عدة من التراب الجزائري هدفهم الوحيد هو زرع الفرحة بوسائل شتى. لكن انطلاقتهم كانت صفحات «فايسبوك» عبر مجموعة «ناس الخير» التي تعد غرفة عمليات حقيقة. وأطلقت المجموعة حملة «قفة رمضان» التي يقول أحد أعضائها المسيرين عارف ميشاكرة: «نسعى من خلال هذه المبادرة إلى مساعدة العائلات المحتاجة بالمواد الغذائية الأساسية»، مشيراً إلى أن العملية بدأت عبر صفحتهم في «فايسبوك» حيث أطلقوا نداءات قبيل بداية رمضان وكانت الاستجابة اكبر من المتوقع. وتقول إيمان بوسكسو وهي ناشطة في الجمعية: «كانت استجابة الناس كبيرة وفاقت التوقعات واستطعنا أن نجمع في اليوم الأول من الحملة مواد غذائية ل 100 عائلة». وعن المواقف التي بقيت راسخة في أذهان أعضاء مجموعة «ناس الخير»، يقول حمزة: «لا انسى موقف عجوز في مدبنة زرالدة غربي العاصمة الجزائر، وجدناها مع ابنتيها اليتيمتين، فسألتنا كيف عرفتم بحالنا وانتم شباب غرباء عن المنطقة؟». وعن التجاوب الكبير مع الحملة، يقول عارف الذي وصفها بالأولى من نوعها في العالم العربي والإسلامي اذ يتم جمع المساعدات وتوزيعها على الفقراء عبر «فايسبوك»: «كان التجاوب الأول مع مبادرتنا الخيرية بعد ساعتين و40 دقيقة من إطلاقها، وتلقينا وعوداً بمد يد العون حتى من الخارج، واستطعنا الحصول على مخزن للسلع حيث جمعناها في وقت قياسي بعد إعلان نشرناه على صفحة الجمعية، وكذلك تمكنا من الحصول على مقر للفايسبوكيين الجزائريين لإدارة الحملة في وسط العاصمة». وفي سياق حديثه عن صدى الحملة في أوساط المجتمع، كشف عارف الذي كان يرتدي قميصاً يحمل شعار الجمعية، أنهم كانوا يرمون إلى توزيع 30 حصة على كل عائلة في 57 بلدية في الجزائر العاصمة»، لكننا وصلنا الآن إلى ضعف هذا العدد اذ نوزع حوالى 60 حصة في كل بلدية». وتشمل «قفة رمضان» التي يتم توزيعها، المواد الغذائية الأساسية كالسكر والزيت والطماطم والدقيق والحمص والقهوة، ويتم جمعها سواء عبر «فايسبوك» أو المتطوعين الشباب المنتشرين في المحال التجارية الكبرى. ويقوم هؤلاء بحملة دعاية لمبادرتهم مباشرة مع المواطنين والقائمين على المحال بهدف تقديم تبرعاتهم وفق قائمة الحاجات. ثم تأتي مرحلة جمع المساعدات ونقلها إلى المخزن، ليبدأ تحضير القفف وتجهيزها، وتوزيعها على أصحابها من المحتاجين الذين سبق ان ضبطوا في قوائم محددة. لكن النشاطات الخيرية ل «ناس الخير» لم تقتصر على الجزائر العاصمة، يقول ميشاكرة، بل تشمل ولايات عدة في شرق التراب الجزائري وغربه، اذ ينشط أعضاء المجموعة في مدن مثل وهران والشلف وبجاية وقسنطينة، ويقومون بالعمل نفسه الذي يقام في العاصمة وإن كان أقل حجماً. إلى جانب هذا، يقدم أعضاء المجموعة وجبات لعابري السبيل في مدينة مسكيانة في ولاية ام بواقي في أقصى الشرق الجزائري. هذه الوجبات أطلق عليها «شربة عابر سبيل»، وهي تتكون من 280 وجبة يومياً تقدم في ثلاثة مطاعم على الطريق الوطني الرقم 10 في البلدية. «ناس الخير» الذين ينهون حملتهم يوم 20 رمضان، يحضرون لإقامة عملية ختان جماعي للأطفال، ويحضرون بموازاة ذلك حملة لجمع ألبسة العيد للأطفال.