بكين - رويترز، يو بي آي - طمأن السفير الأميركي في الصين، غاري لوك، الذي وصل إلى البلاد حديثاً، بكين أمس إلى «سلامة استثماراتها بالدولار»، مضيفاً أن «أكبر اقتصادين عالمياً يمكنهما إيجاد أرضية مشتركة، على رغم التوترات الاقتصادية والسياسية». وكثيراً ما انتَقد لوك، في منصبه السابق كوزير للتجارة، الصين بسبب سياساتها التجارية، لكن في أول ظهور إعلامي منذ توليه منصبه الجديد في بكين بعث برسالة أكثر اعتدالاً في شأن تعاون محتمل بينهما. وقال لوك لصحافيين: «ترتبط الولاياتالمتحدة والصين بعلاقات اقتصادية وديبلوماسية في غاية الأهمية والتعقيد، وتعترضها تحديات بكل تأكيد، لكنها تنطوي على آمال كبرى بتعاون أوسع نطاقاً». ومنذ خفضت مؤسسة «ستاندارد أند بورز» التنصيف الائتماني للديون الأميركية البعيدة الأجل في أوائل آب (أغسطس) الجاري، اتهمت وسائل الإعلام الصينية واشنطن ب «انتهاج سياسات مالية غير حصيفة تثير شكوكاً حول حيازات الصين الضخمة من الأصول الدولارية». ويقدر محللون أن بكين تستثمر نحو ثلثي احتياطها من النقد الأجنبي، البالغ 3.2 تريليون دولار، وهو الأضخم على مستوى العالم، بالدولار، وهي أكبر دول دائنة للولايات المتحدة. وحين سُئل عن عدم رضى الصين حول الاقتصاد الأميركي وجدارته الائتمانية، قال لوك إن الرئيس الأميركي باراك أوباما والكونغرس وضعا «مساراً لضمان النزاهة المالية للولايات المتحدة». وأضاف إن «سندات الخزانة الأميركية لا تزال تجد مشترين على رغم خفض التصنيف». وتابع: «هذا مؤشر واضح على أن الاستثمار في الولاياتالمتحدة آمن، وعلى قوة اقتصادها على رغم ما يواجهه من تحديات». الى ذلك، تعتزم الصين قريباً إرسال أول شحنة من القطارات الخفيفة محلية الصنع الى تركيا، بعد أيام على سحب قطارات فائقة السرعة بسبب حادث أدى إلى مقتل 39 شخصاً. وأوردت وسائل إعلام صينية محلية أن القطارات الخفيفة تم تصنيعها من قبل شركة «سي أس آر تشوتشو إلكتريك لوكوموتيف» (سي إس آر)، ثاني أكبر شركة منتجة للقطارات الكهربائية في الصين، خرجت من خطوط التجميع هذا الأسبوع وستدخل طور التشغيل في أزمير، ثالث كبرى المدن التركية. وقال المدير العام للشركة، شيو تشونغ شيانغ، إن القطارات مصممة وفقاً للمعايير الدولية لصناعة سكك الحديد. وأضاف أن القطارات خضعت لاختبارات المتانة واختبارات لضمان أنها آمنة للاستخدام. وأوضح أن الشركة ترى في مشروع القطارات الخفيفة التركي أول خطوة للدخول إلى السوق الأوروبية، معرباً عن ثقته في قدرة الشركة على تقديم تكنولوجيات عالية التقنية في مجالها إلى دول ومناطق أخرى. ويأتي هذا الخبر بعد يومين من إعلان شركة «سي إس آر» سحب 54 قطاراً فائق السرعة تستخدم على خط بكين - شنغهاي الحديدي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، ما يوجه ضربة جديدة لشبكة السكك الحديدية التي تحاصرها الفضائح. وكانت الشركة ذاتها قررت في وقت سابق تعليق تشغيل القطارات من ذلك الطراز، بسبب عيوب في نظام الحماية الآلي. وتأتي الخطوة بعد تصادم قطارات في أواخر تموز (يوليو) الماضي بمدينة ونتشو (مقاطعة تشيجيانغ شرق البلاد) ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً. وتعهدت السلطات الصينية بعدها بعقاب شديد للمسؤولين عن الحادث، وأكدت أن السلامة تعتبر الأولوية القصوى في تصدير تكنولوجيا سكك الحديد فائقة السرعة في الصين.