أن تحمل أمانة تفيدك في حياتك الدنيوية والآخرة هي أفضل أمانة قد تؤتمنها في حياتك، فالأمانة التي أُلقيت على عاتقنا - نحن المبتعثين - ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ففي رؤيته البعيدة لمستقبلنا ومستقبل الوطن بإضاءة طريق شعبه بالتحصيل العلمي والتبادل الثقافي من خلال هذا البرنامج الذي يستمر لدفعته السادسة. أنا أرى أصدقاء، وأقارب، وأخوة وأخوات تعلموا في الولاياتالمتحده الأميركية فارتقت مفاهيمهم، وتبدلت مبادئ خاطئة ترسخت في عقولنا بأنها الأصح، عرفنا معنى التعايش السلمي مع الأديان كافة، وتعلمنا حوار الأديان، تعلمنا أن هناك أناساً غيرنا يحملون أدياناً أخرى في العالم غير الإسلام، وهو شيء لابد أن نتفهمه ونعرف أننا لا يمكن أن نقنع الناس بكل آرائنا. تعلمنا أن العلم لا يمكن أن يكتمل بلا خبرة بالحياة، فخبرة الحياة مرتبطة بشكل أساسي بالعلم، نُسرَق فنتعلم أن نحافظ على أشيائنا، نَمرض فنعرف أهمية الأم والأب في حياتنا، نجوع فنعرف لذة طعامنا السعودي، الأهم من كل ذلك عرفنا شيئاً مهماً جداً هو حب الوطن. عندما تفقد الشيء تشعر بقيمته، وأنا بعيد عن مملكتي الحبيبة اكتشفت عشقاً يجمعني بكل مدينة، بكل حي، بكل منزل في وطني أحمل عشقاً له، أن نحب بلداً تربينا فيه واجب بالفطرة نكتشفه عندما يفرقنا عنه آلاف الأميال، فيظهر متفجراً من فوهة قلوبنا، ونرمم هذه الفوهات المجروحة بالقهوة العربية والتمر الذي نجلبه من المملكة. [email protected]