نجح فريق طبي متخصص من مركز «الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب» في الأحساء، في استخدام تقنية المثقاب الدائري «الروتبليتر»، لإجراء قسطرة علاجية لمريض في العقد السابع، يعاني من تكلسات داخل جدار الشريان الرئيس وقاد الفريق الدكتور محمد الغامدي، بإشراف من المدير التنفيذي للخدمات الطبية الدكتور عبدالله غباشي. وأوضح مدير المركز الدكتور عبدالله العبد القادر، أن «مهمة المثقاب الدائري عمل ما بين 140 إلى 180 ألف دورة بالدقيقة باستخدام توربين هوائي لتفتيت جزئيات الكالسيوم المترسبة على الجدار الداخلي للشريان، ما يسهل عملية توسيع وتغيير شكله إلى شكل أقرب للطبيعي بعد تركيب الدعامة». واعتبر العبد القادر، مشكلة التكلسات داخل الشرايين التاجية «من أصعب العوائق التي تقف أمام دور الدعامة والبالون، وتكمن الصعوبة في عدم قدرة البالون على التوسيع الكامل، وتؤدي التكلسات المترسبة على جدار الشرايين إلى إعادة تشكيل الجزء الداخلي للشريان، إلى شكله القديم، على رغم استخدام بالونات عالية الضغط. ما يدعو إلى استخدام المثقاب الدائري، الذي قد يكون الحل الوحيد، والأمثل في بعض الحالات التي لا تستجيب لاستخدام البالون القاطع». وذكر أن استخدام المثقاب الدائري «من التدخلات الطبية عالية الخطورة. وتكمن خطورته في احتمالية اختراق المثقاب لجدار الشريان، ما يتطلب أن يكون الفريق الطبي العامل في قسطرة القلب، والدعم الجراحي على درجة عالية من الدقة و الكفاءة التدريبية»، مشيراً إلى أن الغاية من هذه الإجراءات هي «التغلب على الأمراض المستعصية، من خلال الحرفية العالية في اختيار التقنية العالمية المناسبة، للوصول إلى الهدف الأسمى، وهو علاج المريض من دون الجراحة، بين أهله وذويه على أرض الوطن»، مضيفاً أن ذلك يأتي ضمن سلسلة من التقنيات العالمية المدرجة في الخطة الإستراتيجية لمركز الأمير سلطان، بهدف «توطين التقنية الطبية العالمية في المملكة». يُشار إلى أن مركز «الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب»، حقق خلال هذا العام سلسلة من الانجازات الطبية، كان أبرزها استخدام المناظير لإجراء عمليات صمامات القلب على مستوى الشرق الأوسط، وزراعة أول مضخة قلبية على مستوى المملكة.