اعتبر الروائي يوسف المحيميد أن ما كتب عنه في الفترة الماضية في الصحافة المحلية من مقالات تتهمه بالترويج لنفسه بطريقة غير أخلاقية «دليل على ما يعتري كل مجال ومشهد من الضغائن والمكائد» وأكدّ أن «الغيرة تلعب دوراً في ذلك» وقال: «مع هذا يجب أن يعلم الجميع أنني لم أمارس دوراً لا أخلاقياً في الترويج لنفسي، على رغم أن الترويج للنفس أمر طبيعي ومتوقع حدوثه، بخاصة وان ذلك يتم في الدور العالمية من مختصين في التسويق والدعاية، غير أن انعدامها في دور النشر العربية، يجعل المؤلف مضطراً للتسويق لنفسه عبر نشر أخباره. مؤكداّ أنه على رغم كل ما قيل في هذه المقالات، والتي لم تراع الذوق العام ولا المهنية وذهبت لشخصنة الأمور، إلا أنني أجد إجحافاً من الإعلام في تغطية أخباري والمنافسات العالمية التي وصلت إليها رواياتي. جاء ذلك في ندوة «ومضات إبداعية» التي أقيمت في الديوانية الرمضانية على هامش برنامج أرامكو الثقافي في الظهران، وشاركه الروائي محمد حسن علوان، والقاص جبير المليحان، والروائي بدر السماري، وقد أدار الندوة الناقد محمد العباس. وتحدث المحيميد عن بداياته الأدبية وكيف ولج إلى عالم الرواية «إذ انني كنت في منتصف التسعينات محتفياً باللغة والتصوير المرئي في نصوص هي أقرب لقصيدة النثر، وهذا نمّى في داخلي الرغبة في تجربة كتابة الرواية، إلا أنني كنت لا امتلك مشروعاً متكاملاً في البداية مما أجلّ الفكرة قليلاً». واعتبر المحيميد روايته «لغط موتى» تمريناً ومحاولة كتابة رواية، ولو قدر لي إعادة كتابتها الآن لقمت بإضافة فصل آخر حتى أشعر باكتمالها، مشيراً إلى أن ما حدث هنا جعلني بعد ذلك حريصاً على عدم الاستعجال في كتابة أي عمل حتى أصل للصورة النهائية من الموازنة ما بين الأحداث وصناعة الشخصيات. ولفت صاحب رواية «الحمام لا يطير في بريدة» إلى «غياب المحرر الأدبي في دور النشر العربية» التي أقصى ما تقدمه هو وجود محرر لغوي، في حين تحرص الدور العالمية على خدمة العمل وتنميته عبر المحرر الأدبي، لذلك تأخذ الأعمال عندهم وقتاً طويلاً، ليس من أجل تعطيلها، ولكن من أجل خروجها بجودة عالية. وتحدث في الندوة الروائي محمد حسن علوان، عن الصبغة العاطفية التي تكتسي أعماله، وأرجعها إلى «وضعي لها في قالب قريب مني في مسألة العمر والاهتمامات لإلمامي بتفاصيل الشخصية الرئيسية كافة في العمل». وعدّ علوان العاطفة «المحرك الأساسي للرواية». وعلّق على تكرار الانكسار العاطفي في رواياته، فقال: «جميل أن يحظى الروائي بمن يقرأ له بتمعن حتى يصل إلى مرحلة استخراج هذا التشابه، وهذا بلا شك أنه يصب في مصلحتي لأتنبه لذلك في ما بعد» مبرراً تكرار الانكسار «بأننا في مجتمع مليء بالعقد التي تجعل من مصير كل قصة حب هو الانكسار، وهذا بدوره انعكس عليّ وقت كتابة هذه الروايات». وأوضح صاحب تجربة الكتابة الروائية الثنائية الأجدّ في الساحة الروائية، بدر السماري، أن تجربة «ابن طراق» استغرقت قرابة الأربعة عشر شهراً، إذ كونا أنا ومحمد السماري، ما يشبه الورشة لتكوين رؤية مشتركة متعلقة بالشخصيات والأحداث والأمكنة كافة، ما سهل علينا في ما بعد، تقديم رؤية مشتركة من دون الوقوع في أخطاء موضوعية.