وسط الركود الرياضي الرسمي محلياً تتابعت الأحداث الكروية بشكل مفاجئ، تكاد معه الأمور غير واضحة، فهذا الاتحاد القطري لكرة القدم الذي فاوض المدرب الصربي ميلوفان الذي لم يبدأ مع الأهلي بعد، لتحدث ردود فعل متباينة وصلت إلى حد التشكيك في النوايا وعدم احترام القوانين والأعراف الرياضية، لكن المفاجأة التي كانت في رحيل ميلوفان عن الأهلي بتبريرات غير مقنعة، سرعان ما تم إلغاء عقده من الاتحاد القطري بعد أن قاد المنتخب في مباراتين فقط، والاتحاد القطري في بيان صحفي وزّع على مختلف وسائل الإعلام كشف فيه عن أسباب القرار المفاجئ الذي اتخذه بإقالة المدرب الصربي ميلوفان من منصب المدير الفني للمنتخب الأول، وتعيين البرازيلي سيبستياو لازاروني مكانه. وفي البيان ذكر أن كافة الأمور جرى تسويتها بالتراضي بين الطرفين بعد أن تفهم كل طرف ظروف الآخر وذلك قبل انطلاق المرحلة الثالثة من مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، وأشار إلى أن هذا القرار لا يقلل نهائياً من القيمة الكبيرة للمدرب الذي سبق له التألق في عالم التدريب مع أكثر من ناد ومنتخب، وقد تكون تجربته مع المنتخب الغاني في بطولة كأس العالم 2010 أكبر دليل على ما يمتلك هذا المدرب من إمكانات. ولعل ما يمكن تفسيره بعد القرار القطري المفاجأة اكتشاف اتحاد الكرة القطري بأن المدرب الصربي ليس مدرباً للمرحلة المقبلة، ما يعني أن قرار إغرائه بالمال والمميزات ليترك الأهلي السعودي كانت تصرفات مستعجلة وخاطئة أدت إلى طرد المدرب بعد مباراتين فقط في نهاية الأمر، فالاتحاد القطري لكرة القدم وهذا أمر مشروع لا خلاف عليه، رأى بأن طموحاته بتلبية رغبات وحاجات منتخبه الأول وجمهوره، ألزمه باللجوء إلى خيار إنهاء التعاقد وتسليم المهمة إلى البرازيلي المخضرم لازاروني، وهذا أيضاً إيضاح مبطن من أن المدرب الصربي في نظر الاتحاد القطري لم يكن بنفس السمعة التي قيلت عنه قبل التعاقد معه. ومثل هذه الأمور التي تحدث بشكل سريع ومفاجئ وغير متوقع تدل على وجود تخبطات غير مدروسة، ولا نقصد اتحاد الكرة القطري فقط، بل كل الاتحادات والأندية الخليجية التي كثيراً ما كررت مثل هذه الإجراءات، والغريب أنها تمر مرور الكرام من دون حسيب، ليس لمجرد المحاسبة فقط، ولكن من أجل ضبط كل الترتيبات التي تؤدي في النهاية إلى وجود العوامل المساعدة في التطوير، ففي الوقت الذي يضع منتخب ما في الحسبان التأهل لنهائيات كأس العالم والوصول إلى المواقع التي تأخر عنها كثيراً على رغم ما يقدم للعاملين واللاعبين من إمكانات مادية ومعنوية، وأحياناً كثيرة تشجيعية ممزوجة بالوعود المغرية، وعلى رغم ذلك لازالت النتائج من دون الطموحات، ولا تعطي تفاؤلاً في إمكان الوصول إلى الهدف المشروع والذي من أجله يتم تسريح مدرب، والتعاقد مع آخر وكأن المشكلة في المدرب دون غيره، من العوامل المساعدة في إحداث النقلة المنتظرة، والوصول إلى النهائيات قبل أن يكون الوصول عن طريق الاستضافة باعتبار أن «آخر العلاج الكي» وهو ما لا يليق بمنتخب واتحاد كرة صرف عليه ما لم يصرف على دول. آخر مكاشفة يقال إن إعارة نجم الفريق للنادي الخليجي هي من أجل تغيير الأجواء والعودة مجدداً بصورة أفضل، وهو بالطبع تصرف حكيم ومطلوب، لكن فات على من أراد للنجم أن يعود لسابق عهده أن تتم إعارته لأحد المنافسين للفريق على المستوى المحلي، فهنا تتحقق المعادلة الصعبة، أما مشاركته للنادي الخليجي فهي مجرد سياحة ربما تؤدي في النهاية إلى نسيان وهجران اللعبة. [email protected]