بدأت وزارة التربية والتعليم حملة، للحد من ظهور الطالبات في البرامج التلفزيونية، التي يحدث فيها اختلاط. ووجّهت نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات نورة الفايز، تعميماً إلى الإدارات التعليمية بتاريخ 13-03-1430ه، لتوعية الطالبات من الظهور في البرامج التلفزيونية، ضمن احتفالات فيها اختلاط محرم، وممارسات لأعمال تنافي الآداب العامة، ومن ذلك ما يسمى بتلفزيون الواقع، الذي يبث على محطتين (تحتفظ «الحياة» باسميهما). وأرسل مدراء التربية والتعليم في المناطق، خطابات (حصلت «الحياة» على نسخة منها) إلى مديرات المدارس أخيراً، ل«اتخاذ ما يلزم، من أجل توعية الطالبات بسلبية المشاركة في مثل هذه البرامج، التي تتصادم مع ثوابت الدين والقيم الراسخة، التي يلتزم بها المجتمع السعودي»، داعياً إلى توجيه الجهات المتخصصة لدى المدارس، لتكثيف التوعية بمخاطر مثل تلك المشاركات. وعزت معلمات التعميم إلى الخوف على الطالبات من الإعجاب بشخصيات فنية في برامج تلفزيون الواقع، وتقمصهن سلوكيات اشتهر بها هواة غربيون في مجال الغناء والرقص والموسيقى وحتى المغامرة، وارتفاع نسبة مشاهدة مثل تلك البرامج من المراهقات والأطفال، وتخصيص معظم وقتهن للاستمتاع بلوحاتها الاستعراضية، والتعرف على حياة أبطالها. وأعادت فحوى هذا التعميم ذاكرة معلمة في مدرسة ثانوية (فضلت عدم ذكر اسمها) إلى أشهر، عندما فتحت صندوق الاقتراحات في المدرسة، لتتعرف على حاجات الطالبات، فوجدت في إحداها اقتراح طالبة «بتحويل المدارس إلى مختلطة، مثل برنامج تلفزيوني شهير على محطة عربية». وتوقعت المعلمة مي مبارك أن يكون سبب توجه وزارة التربية إلى منع الطالبات من المشاركة في مثل هذه البرامج هو سهولة التسجيل في أحد برامج تلفزيون الواقع، الذي تعتمد فكرته على خوض مغامرة مختلطة في قلب الغابات تارة والصحراء تارة أخرى. من جهتها، ذكرت الأستاذة في جامعة الملك سعود نوف العنزي، أن ما يعرض من برامج بث تلفزيون الواقع لا يعدو كونه صفاقة وتهميشاً للعقل العربي، إذ لا يخرّج عالماً أو مبتكراً، بل يكتفي بإيجاد جيل لا يفقه سوى العبث. واعتبرت أن الغاية من صدور مثل هذا التعميم هي مجرد توضيح مساوئ هذه البرامج، وليس أن الطالبات يرغبن في الالتحاق بها. وأكدت أن هذه البرامج تتسبب في انشغال الطالبات عن استذكارهن، وتدني درجاتهن الدراسية، اذ سيصبح كل همهم ماذا فعل فلان وما جدول عمله اليوم. وعزت تعلق بعض الطالبات بمثل هذه البرامج إلى افتقارهن للحنان من أسرهن، ومعاناتهن من الفراغ العاطفي وانعدام ثقتهن بأنفسهن، إضافة إلى عدم قيام المدرسة بواجبها التوجيهي من توعية الطالبات بخطورة هذه البرامج على الدين. ودعت وزارة التربية والتعليم إلى إعداد برامج تدريبية مثل تنمية المهارات، البرمجة اللغوية العصبية، الأزياء والعناية بالبشرة والشعر، لاستغلال أوقات الفتاة وفق ميولها وإعدادها للمجتمع بشكل صحيح.