حققت ميونيخ حلم ملك بافاريا «لوديفيك الأول» عام 1841 عندما شيدت فندق «بايريشرهوف» Hotel Bayerischer Hof. فالملك تمنى على أجداد صاحبة الفندق الحالية «إينيغريت فولكهارت» Innegrit Volkhardt تشييد فندق أنيق من الدرجة الأولى لاستقبال الملوك والأمراء وطبقة النخبة عند زيارتهم المدينة. لم تمر سنتان على مطلب الملك حتى استقبلت عاصمة بافاريا هذا الفندق العريق، الذي كان يتردد إليه الملك باستمرار للاستحمام في حمامه الملكي، فالتجهيزات ووسائل الترفيه التي حظي بها الفندق آنذاك كانت تضاهي ما توفره قصور المدينة المطعمة بالذهب. حوالى 170 عاماً مرت على افتتاح الفندق، إلا أن تلك السنوات الطوال كانت تزيده تألقاً وتوهجاً، ليصبح اليوم المكان المفضل لكثير من الشخصيات المرموقة من العالمين العربي والغربي. وهذا هو الجيل الرابع لأسرة «فولكهارت» التي تدير الفندق، وتسعى صاحبته جاهدة لتقدم كل ما عندها ليشعر الزوار بالحفاوة والترحاب في رحاب «بايريشرهوف». «إينيغريت» هي العين الساهرة على كل ما يجول في أروقة الفندق، بدءاً من أبسط الأمور إلى أكثرها تعقيداً. وتقول في معرض حديثها عنه إنه كنز ثمين ورثته عن والدها، بعد أن ورثه الأخير عن والده. فأكثرية النزلاء يشعرون بالحنين للعودة إليه عندما يعودون إلى ديارهم. ما أن تدخل عتبة الفندق وتشق طريقك نحو غرفتك أو جناحك، سيتمايل الماضي أمامك زاهياً فرحاً، وستشعر كأنك في مكان يستحق فعلاً قضاء فترة طويلة فيه. كثيرة هي المميزات التي يحظى بها «بايريشرهوف» ليضاهي الفنادق المجارة مثل «صالة السينما» Cinema Lounge التي تتسع لأربعين مقعداً مريحاً، صممها مهندس الديكور البلجيكي «أكسل فرفورت» الذي وضع لمساته الفنية أيضاً على مطعمي «أتيليه» Atelier و «غاردن» Garden في الفندق. في الطابق العلوي المعرف بطابق بانوراما ستجدون خمسة أجنحة، أكثرها فخامة الجناح المعروف بالرقم 725. فعلى مساحته الفسيحة التي تصل إلى 140 متراً مربعاً، يتمايل الديكور الكلاسيكي الحديث الذي وضع خطوطه العريضة مصمم الديكور الألماني الكونت «سيغفارد بيلاتي»، ليجعله فسحة غنية بالمفروشات الأنيقة والألوان الدافئة المستوحاة من بلدان البحر الأبيض المتوسط. وأينما جال النظر، سيشعر الزائر أن هذا الفندق هو واحة للراحة والرفاهية خصوصاً في منتجع «بلو سبا» Blue Spa المخصص للاسترخاء ولتجديد النشاط واستعادة الحيوية. بموقعه الشامخ في الطابق السابع والأخير، والمزدان بالواجهات الزجاجية، ستبرز أمامكم ميونيخ بمبانيها العتيقة، وقببها التي تعانق الفضاء، لتجعل من زيارة أي من أقسامه تجربة فريدة لا يمكن نسيانها.