دخل سكان محافظات الطائف والقنفذة والليث، أزمة الكهرباء، بوصول فصل الصيف، وبلوغ درجات الحرارة أوجها، فتأهبوا للمعاناة الموسمية كتلف الأجهزة الكهربائية التي تتعطل باضطراب قوة سريان التيار فيها، إضافة إلى الاستعداد للاختبارات على أضواء الفوانيس والشموع، فضلاً عن اللجوء إلى السيارات وتحويلها إلى منازل مصغرة، ريثما يعود التيار. أهالي تلك المحافظات شكوا غياب الكهرباء، فيما تحضر إليهم فواتيرها باستمرار، حاملة في حناياها أرقاماً، وصفوها بالفلكية، مطالبين بإنهاء الأزمة الموسمية التي تؤرق مضاجعهم. يقول عمر القرموطي: «تشهد محافظة الليث قطوعات مستمرة في التيار منذ أسبوعين، ما أصاب أجهزتنا الكهربائية بالعطب»، مشيراً إلى أن أسوأ فترات الانقطاع هي التي تكون من الصباح إلى ما بعد العصر، وهي لحظات قاسية على الجميع، لاسيما كبار السن والأطفال والرضع. وشكت السيدة فاطمة محمد (54عاماً) من حرارة الجو الذي تعيشه أثناء غياب التيار الكهربائي وقالت: «والدتي تجاوزت الثمانين من العمر، وتعاني من أمراض الشيخوخة، وغياب الكهرباء يضاعف من معاناتها». فيما استغرب محمد سند الزبيدي من تكرار المشهد السنوي لانقطاعات الكهرباء، لاسيما في الفترة التي توافق الاختبارات، موضحاً أنه يخشى أن يستعد طلاب المحافظة للامتحانات على أضواء الشموع والفوانيس كما حدث العام الماضي، مطالباً بإنهاء هذه المعاناة التي تحولت إلى مشكلة «دورية» تظهر كلما اشتدت درجات الحرارة. ويرى علي الناشري أن فواتير الكهرباء التي تصل إلى منزله في القنفذة، تحمل بين طياتها أرقاماً مبالغاً فيها، مقارنة بالخدمة التي يتلقاها. وقال: «الفواتير تصلنا في الوقت المحدد، حاملة مبالغ خيالية، بيد أن الخدمة رديئة، لاسيما في الصيف، ولا ندري ما الأسباب»، مضيفاً أن انقطاع التيار يتم باستمرار. وأيدته أم حسن التي حمّلت شركة الكهرباء مسؤولية التلف الذي أصاب أجهزتها، نتيجة تفاوت قوة التيار التي تسري فيها، مطالبة إياها بدفع التعويضات، في حين طالب عبدالرحمن بن حسين الجهات المختصة في القنفذة التدخل بإنصافهم، لاسيما أن الفواتير تأتيهم بأرقام باهظة، فيما «الخدمة ضعيفة». أما أهالي الطائف فيعتزمون التقدم بشكوى للجهات المختصة ضد شركة الكهرباء، بسبب تدني الخدمة التي تقدمها لهم، فيما تطالبهم بسداد الفواتير، موضحين أن التيار يغيب عنهم في اليوم الواحد فترتين، في منتصف الليل، وفي الظهيرة. وقال مواطنون من سكان المحافظة ل«الحياة»: «لم نجد أمام قيظ الصيف، وغياب التيار سوى اللجوء إلى سياراتنا، التي حولناها إلى منازل موقتة ريثما يعود التيار».