تحطمت طائرة هليكوبتر تابعة لحلف شمال الأطلسي في شرق أفغانستان اليوم الاثنين وقال مسؤولون ان الحادث لم يسفر عن خسائر في الارواح لكنه يبرز مخاطر الحرب بعد مقتل 38 في حادث تحطم هليكوبتر لنقل الجنود في مطلع الاسبوع مما أسفر عن أكبر خسارة بشرية تتعرض لها القوات الأجنبية في حادث واحد خلال عشر سنوات من الحرب. وتواكب الخسائر المثيرة للقلق بين صفوف القوات خسائر قياسية أخرى بين المدنيين الذين يتحملون العبء الاكبر من حرب يبدو انها وصلت الى حال من الجمود رغم زعم كل جانب انه يحقق مكاسب. ونزل اليوم الاثنين نحو 300 مواطن أفغاني غاضب الى شوارع اقليم غزنة حاملين جثتي شخصين زعموا انهما قتلا خلال غارة لقوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف). وظلت مسألة سقوط قتلى مدنيين خلال ملاحقة القوات الاجنبية لمتشددين مصدر توتر بين كابول والدول الغربية التي تدعمها. وتظهر أرقام الاممالمتحدة ان الخسائر في الارواح بلغت مستويات قياسية في الأشهر الستة الأولى من عام 2011 وإن ألقت باللوم في 80 بالمئة من حوادث القتل على المتشددين. ومازال حلف شمال الاطلسي يحقق في حادث تحطم الهليكوبتر الذي وقع ليل الجمعة بعد أسبوعين من بدء القوات الأجنبية تسليم المسؤولية الأمنية لقوات الأمن الأفغانية مما ادى الى مقتل 30 جنديا اميركيا من القوات الخاصة التابعة للبحرية التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وسبعة افغان ومترجم. وسارعت حركة طالبان إلى اعلان مسؤوليتها عن اسقاط الطائرة بقذيفة صاروخية غير ان الحركة كثيرا ما تبالغ في الاحداث التي تتضمن اهدافا اجنبية او تابعة للحكومة الافغانية. وتحطمت الطائرة وهي طائرة لنقل الجند من طراز تشينوك في اقليم ميدان وردك الى الغرب من كابول ليل الجمعة. وقال مسؤول اميركي في واشنطن طلب عدم نشر اسمه إن من المعتقد أن الطائرة تم إسقاطها. وقال البريجادير جنرال كارستن جيكوبسن وهو متحدث رفيع باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية في افغانستان (ايساف) في مؤتمر صحافي "مازلنا لا نعرف سبب الحادث. وصلنا الى جزء محوري جدا من التحقيقات. المنطقة التي عملت فيها الهليكوبتر تعرف بأنها غير خالية من المتمردين". وفي حادث منفصل صرح مسؤول بأن طائرة هيلكوبتر اخرى تابعة لحلف شمال الاطلسي تعرضت الى "هبوط عنيف" في اقليم بكتيا وهي منطقة مضطربة اخرى في جنوب شرق أفغانستان. وقال اللفتنانت كولونيل ديفيد دورتي وهو متحدث آخر باسم ايساف "لا توجد خسائر في الارواح." وتابع أن تحقيقا في الحادث بدأ لكن يبدو ان المنطقة لم تشهد في ذلك الوقت نشاطا للعدو. وأعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في رسالة نصية أرسلت الى "رويترز" مسؤولية الحركة عن اسقاط الطائرة وهي أيضا من طراز تشينوك في منطقة زورمات في اقليم بكتيا مما ادى الى مقتل 33 جنديا أميركيا. وعادة ما تبالغ طالبان في تقدير هجماتها ضد القوات الاجنبية والافغانية وان كانت قد قدرت بشكل صائب عدد القتلى في تحطم الطائرة السابقة. وقتل سبعة على الاقل من جنود ايساف في معارك كبدت التحالف خسائر دامية خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية. وقتل أربعة جنود من قوات حلف الأطلسي من بينهم جنديان فرنسيان في هجومين منفصلين امس الأحد على أيدي متشددين في شرق وجنوب البلاد. وقتل العام الحالي حتى الان 383 جنديا أجنبيا على الاقل من بينهم 50 في الاسبوع الاول من آب/ اغسطس. وأصدر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بيانا أمس الأحد قال فيه "اعداء أفغانستان" طالبان وغيرها يريدون تعطيل عملية نقل المسؤولية الامنية من القوات الاجنبية الى القوات الافغانية. وقال كرزاي في بيان نشره القصر الرئاسي "في الوقت الذي تمضي فيه عملية تسلم المهام الامنية يريد أعداء أفغانستان تعطيل العملية الوطنية بأي وسيلة." وفي غزنة قال محمد حسين نائب رئيس الشرطة ان نحو 300 شخص نزلوا الى الشوارع وحملوا جثتين الى مكتب الحاكم الاقليمي بعد غارة لقوات ايساف خلال الليل في منطقة خوجياني. وقال حسين ل"رويترز": "الناس يقولون ان الجثتين هما لمدنيين قتلا خلال غارة ليلية لقوات ايساف لكن لم يتم التعرف عليهما بعد." وقال بيترو دانجيلو وهو متحدث باسم ايساف ان اثنين من المتمردين قتلا بعد ان تعرضت دورية لهجوم. واستطرد "لم ترد تقارير عن تعرض مدنيين للاذى خلال هذه العملية".