دعا وزير النفط الإيراني رستم قاسمي أمس، إلي حلول شركة «خاتم الأنبياء» الاقتصادية التابعة ل «الحرس الثوري»، مكان المؤسسات الأجنبية التي انسحبت من البلاد بسبب العقوبات الدولية، في المشاريع الصناعية الكبري، تحديداً النفط والغاز. وخلال احتفال بتسلّم أبو القاسم مظفري شمس رئاسة شركة «خاتم الأنبياء» خلفاً لقاسمي، قال الأخير إن الأعمال المُنجزة في المجال الصناعي لا تنسجم مع الرؤية التي حددتها الخطة الاقتصادية العشرينية، وتستهدف جعل إيران «الدولة الاقتصادية الأولي في المنطقة». وأضاف: «هذه القاعدة الصناعية (الشركة) يجب أن تحلّ مكان شركات أجنبية كبرى». وتُعتبر شركة «خاتم الأنبياء» الجناح الصناعي ل «الحرس الثوري»، وتنشط في الصناعات المدنية، إذ أُسسَ العام 1991 في إطار رؤية استراتيجية لتطوير المهمات الملقاة علي عاتق «الحرس»، بموافقة مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. وتعمل الشركات المنضوية في إطار تلك الشركة، في الصناعات الثقيلة مثل حفر الأنفاق وتعبيد الطرق وتشييد الجسور والسدود، إضافة إلي قطاع النفط والغاز بعد مقاطعة الولاياتالمتحدة الشركات الأجنبية العاملة في هذه المجالات في إيران. وساهمت شركة «خاتم الأنبياء» في مشاريع كانت تنفذها شركات أجنبية، مثل «رويال داتش شل» و «توتال»، بعد انسحابهما من حقل بارس الجنوبي العملاق في الخليج. ويتهم الغرب الشركة بالمساهمة في البرنامج النووي الإيراني، ما دفع مجلس الأمن الى فرض عقوبات على قاسمي الذي اعتبر أن تطوير حقول النفط والغاز «يتطلب استثمارات هائلة»، لافتاً إلى ضرورة «الاعتماد على الموارد الداخلية والخارجية لاستقطاب 40 بليون دولار». وأشار قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري إلى أن «مهمات» قوات «الحرس» تطوّرت بناءً علي «تنوع الأخطار التي تواجه الثورة»، مشدداً علي أن «مهمة الحرس لا تقتصر على الدفاع المسلّح عن الثورة في مواجهة تهديدات الأعداء، إذ حمّله القائد (المرشد) مسؤوليات جديدة تنسجم مع الظروف الجديدة التي تواجه الثورة». ولفت الى أن «طبيعة التهديدات تغيّرت في العقد الثاني من الثورة، لذلك دعا القائد الحرس الثوري إلى التصدي للتهديدات الثقافية والاقتصادية أيضاً»، مشدداً على «الدور الفريد لشركة خاتم الأنبياء في مساندة الحكومة وبناء البلاد». ومظفري شمس من مؤسسي الشركة، ويُعتبر من المتخصصين في المشاريع المائية، وعمل في ميادين عدة، إضافة إلي عمله معاوناً لوزير الطاقة. ويرى المسؤولون الإيرانيون ضرورة مشاركة تلك الشركة في المجالات الصناعية التي تركتها الشركات الأجنبية، من خلال الإمكانات التي تملكها، إذ نجحت الشركات العاملة معها، في حفر الأنفاق والآبار، والتي كانت تهيمن عليها مؤسسات أجنبية تخلت عن نشاطها في إيران استجابة للعقوبات الدولية. وأعلن مظفري شمس أن شركة «خاتم الأنبياء» تنوي الامتناع عن المشاركة في مشاريع تقل قيمتها عن 100 مليون دولار، إفساحاً في المجال أمام شركات القطاع الخاص للمساهمة في القطاع الصناعي، ما ينسجم مع استراتيجة تلك الشركة. إلى ذلك، أعلن النائب عماد حسيني، الناطق باسم لجنة الطاقة في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن البرلمان سيحقق في تفجيرات استهدفت أخيراً خطوط أنابيب النفط والغاز لكشف أسبابها. وقال: «بعض المشاكل في شبكة الأنابيب وراءها عمليات تنفذها جماعات إرهابية، لكن ثمة مشاكل أخرى غير واضحة الأسباب». من جهة أخرى، قال وزير الخارجية علي أكبر صالحي أنه سيزور موسكو في 15 الشهر الجاري، استجابة لدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف، لإجراء محادثات «تتناول مسائل ذات اهتمام مشترك».