لم تعلّق إيران على المعلومات التي أوردتها مجلة «بلاتز» المتخصصة في الشؤون النفطية في آذار (مارس) الماضي حول انخفاض إنتاج إيران من النفط بمعدل 320 ألف برميل إلى 3 ملايين و940 ألف برميل يومياً، لكن معلومات أكدت استمرار انخفاض الناتج النفطي خلال النصف الأول من العام الحالي، إذ تحدثت المصادر عن انخفاض آخر لإنتاج النفط بمعدل 38 ألف برميل يومياً. ووفقاً لتقرير صادر من مؤسسة مؤشر «داو جونز» فان إنتاج إيران من النفط انخفض خلال تموز (يوليو) بمعدل 38 ألف برميل يومياً، في وقت زادت معظم دول منظمة «أوبك» إنتاجها النفطي، بما في ذلك الإنتاج السعودي الذي زاد خلال الشهر الماضي بواقع 350 برميل يومياً. وكان مدير «شركة النفط الوطنية الإيرانية» أحمد قلعة باني نفى المعلومات التي ساقتها مصادر برلمانية بانخفاض الإنتاج النفطي بمعدل 72 ألف برميل يومياً، لكنه اعترف بانخفاض معدله 25 ألف برميل نفط يومياً. وتعزو مصادر هذا الانخفاض في مستوى الإنتاج النفطي إلى العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة على قطاعي النفط والغاز الإيراني، على خلفية البرنامج النووي الإيراني وإصرارها التمسك بنشاطات تخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي. وتتوقع مصادر برلمانية أن تضطر إيران إلى خفض أنتاجها النفطي بمعدل 100 ألف برميل يومياً نهاية العام الإيراني الجاري، في الوقت الذي تشير معلومات إلى أن إنتاج النفط الإيراني انخفض من 4.020 ملايين برميل نفط يومياً عام 2005، إلى 3.9 مليون برميل يومياً خلال العام الحالي. وبرر مدير «شركة المناطق النفطية» (جنوبإيران) هرمز قلاوند ذلك ب «عدم وجود غاز كاف لضخه في آبار النفط، وعدم وجود أجهزة حفر في اليابسة والمياه، إضافة إلى ندرة المضخات التي تعمل داخل الآبار». وتعتقد دوائر اقتصادية إيرانية أن هذا المستوى من الإنتاج لا يمكن أن يصل إلى الأرقام التي وردت في الخطة الخمسية الإيرانية، التي توقعت ارتفاع مستوى الإنتاج إلى خمسة ملايين برميل يومياً، لمواجهة استحقاقات الخطة العشرينية التي تنتهي عام 2026. وتساءل موقع « تابناك» القريب الصلة من أمين مجمع تشخيص النظام، محسن رضائي، عن الأسباب التي أدت إلى عدم استخدام الغاز المنتج في حقول بارس جنوبي، لضخه في الآبار النفطية وزيادة إنتاج النفط، في الوقت الذي تفرض الدول الغربية مقاطعة اقتصادية على توريد مضخات ضخ النفط للبلاد. ويذكر الموقع المذكور أن احد الأسباب التي أدت إلى انخفاض الإنتاج النفطي هو عدم ضخ الغاز في الحقول النفطية، إضافة إلى عدم استغلال واستثمار 20 حقل من الحقول الإيرانيةالجديدة خلال العامين الماضيين. ويؤكد خبراء أن إيران فقدت قدرتها في إنتاج 4 ملايين برميل نفط يومياً، بسبب التغييرات المتعددة التي شهدتها وزارة النفط بسبب تغيير الوزير خلال العامين الماضيين. ويعتقدون أن وزير النفط الجديد رستم قاسمي ورث تركة ثقيلة في وزارة النفط، تفرض عليه إعادة الاعتبار لهذه الوزارة، وإزالة الغموض الذي يكتنف الأرقام التي ترتبط بالإنتاج النفطي الإيراني، إضافة إلى إعادة ترتيب الدوائر المختصة في الوزارة، التي تعتبر أهم الوزارات التي يعتمد عليها الاقتصاد.