استعبد السياسي الأميركي المخضرم ومستشار الأمن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي، أن تؤدي التطورات على الساحة الإيرانية والأزمة الانتخابية الى تشدد في الموقف الأميركي حيال طهران، مشيراً ل»الحياة» الى أن المحور الرئيسي لما يجري هو اجتماعي وداخلي، كما اعتبر أن وضع جدول زمني على المفاوضات سيطيح بالمحادثات قبل بدئها. وأشار بريجنسكي الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في ادارة جيمي كارتر (1976-1980) وكان مستشاراً لرؤساء جمهوريين مثل رونالد ريغان (1980-1988) وجورج بوش الأب (1988-1992)، الى أن التطورات في ايران «تعكس تحولاً اجتماعياً جذرياً، وأن طهران ليست كما كانت عليه قبل 30 سنة». واعتبر أن «هناك قاعدة فكرية واسعة في أوساط الشباب، وقطاعاً مدنياً كبيراً يريد التواصل في شكل أكبر مع العالم الخارجي»، مضيفاً ان «هذا لا يعني عدم وجود طبقة اجتماعية محرومة ومستضعفة تتعاطف مع اللهجة الحادة لخطاب الرئيس محمود أحمدي نجاد». وحصر بريجنسكي ما يجري، في السياق الاجتماعي والداخلي، معتبراً أن «أمور السياسة الخارجية ثانوية في هذه التطورات» والمعركة الديموقراطية تتمحور حول «الطموحات الاجتماعية». واذ أكد المفكر الاستراتيجي أنه «يصعب توقع أي مسار ستسلكه الأمور وخصوصاً من واشنطن»، قال أن النتيجة ستعتمد «في شكل كبير على ذكاء القيادة الإيرانية ومدى اقتناعها بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين وإراقة الدماء وإشعال اللهب السياسي». وزاد: «افتراضي أن الحكومة في ايران تريد تفادي هذا الأمر». وعن تقويمه للرد الأميركي على الأحداث، قال بريجنسكي الذي كان أول من توقع انهيار الاتحاد السوفياتي في ثمانينات القرن العشرين، ويُعتبر من الصقور بين المفكرين الديموقراطيين في الأمن القومي، أن «من المهم أن تتجنب واشنطن صورة من يسعى الى التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية»، لأن «أي انطباع على هذا النحو سيأتي برد فعل عكسية وسيبرر استخدام العنف ضد المتظاهرين». وأثنى على رد ادارة الرئيس باراك أوباما وتعاملها مع الأزمة، محذراً في الوقت ذاته من أن «هناك تياراً أميركياً لا يريد الانخراط مع ايران، ويستغل ما يجري للدفع بسياسة متشددة حيال طهران. والبعض في هذا التيار يريد سيناريو مشابهاً للسيناريو العراقي مع ايران، وهذا لا يخدم المصالح الأميركية». لكنه استبعد أن تأخذ سياسة أوباما منحىً متشدداً حيال طهران، بسبب التطورات الأخيرة. وقال: «إذا استمرت التطورات في اطار من الشفافية، لا أتوقع أن يكون لها أثراً قوياً على سياسة باراك أوباما حيال ايران». وعن المطلب الإسرائيلي بوضع جدول زمني للمفاوضات الإيرانية - الأميركية، قال بريجنسكي: «اذا وضعتَ مهلة زمنية ووصفت شريكك التفاوضي بالإرهابي ولوحت بمعاقبته اذا لم يتفق معك واستحضرت خيار القوة، فأنت تجهض المفاوضات قبل بدئها».