وضع مبارك معظم الوقت ذراعه على جبينه حتى لا يظهر وجهه، بينما حاول نجلاه جمال وعلاء ان يقفا امامه لحجبه على ما يبدو عن الكاميرات، وكان الرئيس السابق يمسك مصحفاً في يديه. - ظهر جمال واقفاً في ثبات في قفص الاتهام خلف السرير الذي يرقد عليه والده، وكان ينحني بين الحين والآخر ليتحدث معه بينما وقف بجواره شقيقه علاء الذي كان يتحرك كثيراً وينظر الى الامام تارة والخلف تارة اخرى ويجلس احياناً على مقعد داخل القفص. - هذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها علاء وجمال مبارك والدهما منذ حبسهم جميعاً احتياطياً في نيسان (ابريل) الماضي، اذ اودع مبارك في مستشفى شرم الشيخ لأسباب صحية بينما نقل ولداه الى سجن مزرعة طره في القاهرة. - ظهر علاء وجمال، اللذان يحاكمان مع والدهما في نفس القضية بتهمة الفساد المالي، داخل قفص الاتهام في الملابس البيضاء التي يرتديها المحبوسون احتياطياً في السجون. وقد أدار جمال وعلاء ظهرهما لكاميرات التلفزيون في أول ظهور لهما منذ اندلاع الثورة لدى دخولها قفص الاتهام. - على رغم ان مبارك بدا في كامل وعيه، وفي لياقة ذهنية تسمح له بالمناقشة وتفهم الاتهامات المسندة إليه، إلا انه وجد صعوبة في سماع كلمات القاضي ما دعا نجله جمال لإعادة سؤال المحكمة على مسامع والده وكذلك قرار المحكمة. - بعدما تلا ممثل النيابة العامة قرار الاتهام، الذي يتضمن اتهامات بالقتل العمد والفساد المالي، نادى رئيس المحكمة القاضي احمد رفعت على «المتهم الاول محمد حسني مبارك» فأجاب «افندم انا موجود». فسأله القاضي رأيه في الاتهامات الموجهة اليه فقال: «انا انكر كل هذه الاتهامات تماماً». وسأل القاضي جمال وعلاء تباعاً عن رأيهما في الاتهامات بالفساد الموجهة اليهما فأجابا بالنفي. - التزم الرئيس السابق الصمت الكامل طوال فترة المحاكمة ولم ينبس ببنت شفة ولم يعلق على أي من طلبات وأقوال المحامين سواء دفاعه أو المدعين بالحقوق المدنية. - صدرت عن بعض أهالي الضحايا بعض الشتائم بصوت خافت أثناء دخول مبارك وباقي المتهمين قفص الاتهام، وهو ما دفع برئيس المحكمة الى إصدار تعليمات صارمة بضرورة التزام الجميع الهدوء أثناء المحاكمة وعدم الخروج على تقاليدها حرصاً على تحقيق العدالة. - أبدى الحاضرون في المحكمة دهشتهم البالغة واستنكاراً ممزوجاً بالضحك، حينما ادعى أحد المحامين أن مبارك توفي «اكلينيكياً» منذ عام 2004 وأن الماثل في قفص الاتهام الآن هو شخص آخر ينتحل صفة الرئيس السابق. - خرج المتهمون جميعاً من مقر المحاكمة إلى سيارات الترحيلات في طريقهم إلى محبسهم من دون أغلال. - صافح علاء ضباط الجيش المسؤولين عن تأمين المحاكمة لدى مغادرته مقرها، وغطى كاميرا التلفزيون بيده اليمنى أثناء سيره في طريقه إلى سيارة الترحيلات في تعبير عن الاستياء من تصوير وقائع المحاكمة. كما صافح مساعدون للعادلي لدى توجههم إلى سيارة الترحيلات ضباطاً في الجيش. - تتسع القاعة التي تجرى فيها المحاكمة، داخل اكاديمية الشرطة في ضاحية القاهرةالجديدة بشرق القاهرة، ل600 شخص. - سمح لبعض اسر الضحايا بحضور المحاكمة بصفتهم «مدعين بالحق المدني» اضافة الى المتهمين والمحامين والصحافيين. - وعلى رغم السماح لأسر المتهمين بحضور المحاكمة الا ان زوجة مبارك سوزان وزوجتي جمال وعلاء، خديجة الجمال ومجدي راسخ، لم يظهرن في القاعة.