بات المنتخب الجزائري لكرة القدم محل «احترام» منافسيه في المونديال، و«مرشحاً» من المتخصصين لتحقيق المفاجأة وبلوغ الدور الثاني من مونديال البرازيل الذي انطلق أمس رسمياً. ويؤكد مدرب المنتخب البلجيكي المنافس الأول لمنتخب الجزائر في المجموعة الثامنة مارك ويلموتس أنه «سيباشر معاينة مباريات المنتخب الجزائري، تحسباً للمباراة التي ستجمع المنتخبين الثلثاء المقبل». وقال تعليقاً على قدرات المنتخب الجزائري: «الجزائريون لديهم منتخب جيد وخطر جداً في الهجوم، مباراتنا أمام الجزائر لن تكون محسومة لمصلحتنا مسبقاً، انتظروا خلالها الكثير من التشويق». ويتوافق ذلك مع تصريح لاعب المنتخب البلجيكي ناصر الشاذلي الذي أكد أن «مباراة الجزائر لن تكون سهلة»، مشيراً إلى أن «جميع اللاعبين في منتخب بلجيكا يعلمون أن المنتخب الجزائري جيد وصلب». ويقول زميله في المنتخب درايس مارتنيز مهاجم نابولي الإيطالي إن المباراة الافتتاحية أمام منتخب الجزائر ستكون في غاية الصعوبة. وأكد درايس مارتنيز أن رفاقه في المنتخب البلجيكي على دراية كاملة بمقومات المنتخب الجزائر، مضيفاً: «أعرف لاعبيه. مجرد حضوره هنا يؤكد لنا أنه يجب أن نتعامل معه بكل جدية، كما أن الجزائر تملك مدرباً جيداً. كونوا متأكدين أخذنا المنتخب الجزائري بعين الاعتبار، ولن نغفل عن أي شيء يخصه». من جانبه، أكد اللاعب السابق لمنتخب بلجيكا المغربي الأصل إبراهيم معروفي أن «الجزائر تملك فريقاً قوياً جداً ويلعب كرة نظيفة، وهذا ما وقفت عليه في آخر لقاء تابعته للخضر أمام منتخب رومانيا». وأضاف: «أعتقد بأن الجزائر لم تتأهل هكذا لكأس العالم وهي من بين أحسن المنتخبات الأفريقية التي ستلعب في المونديال، وبحسب رأيي فإن الخضر يمكنهم فعل شيء في البرازيل». وغير بعيد عن بلجيكا، أعرب المدرب الألماني المخضرم أوتوفيستر عن «إيمانه العميق بحظوظ المنتخب الجزائري في التأهل للدور الثاني لمونديال البرازيل». وأوضح المدرب السابق لمنتخب غانا ونادي الهلال السوداني: «المنتخب الجزائري يملك حظوظاً للتأهل إلى الدور الثاني إذا ما أراد ذلك، فوجود منتخبات مثل بلجيكاوروسياوكوريا الجنوبية معه في المجموعة، لا يجعل من مهمة الخضر أمراً صعباً لحجز إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني من المونديال». وأشاد في الوقت نفسه بقدرات زميله في توتنهام نبيل بن طالب، إذ قال: «لديه موهبة حقيقة، وله كل الإمكانات ليصبح لاعباً كبيراً في المستقبل». وعاد أوتوفيستر بالذاكرة إلى مونديال إسبانيا (82) الذي شهد أول مشاركة للجزائر في هذه التظاهرة العالمية، وقال: «من قبل حققت الجزائر المفاجأة، وفازت على ألمانيا بكامل نجومها أيام رومينغي وشوماخر، فما الذي يمنع المنتخب الجزائري الآن من هزم بلجيكا أو روسيا؟». بدورها رشحت الصحافة الكورية المنتخب الجزائري لبلوغ الدور الثاني قياساً بالأداء الطيب الذي أظهره في مباراتي أرمينياورومانيا. وسيكون منتخب كوريا الجنوبية ثاني منافس للخضر في المجموعة الثامنة. ونقلت صحيفة «الخبر» عن الصحافي يون كو هونشيل من «أم. بي. سي. تي. في» الكوري قوله: «لديكم لاعبون ينشطون في البطولات الأوروبية وأيضاً رئيس اتحاد الكرة ببلادكم يشغل منصباً حساساً في فيفا». وعن حظوظ الجزائر بالعرس العالمي، أضاف الصحافي الكوري: «أرشح الجزائر ومنتخبنا لكسب تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني». وتابع: «صحيح أن المنتخب البلجيكي يرشحه الجميع لقول كلمته في هذا المونديال، لكن أعتقد بأن كوريا والجزائر ستحدثان المفاجأة». وعلى المستوى المحلي، أبدى الكثير من المتخصصين تفاؤلهم في شأن التأهل للدور الثاني الحلم الذي طال أمده منذ أول مشاركة للخضر في مونديال إسبانيا 1982. ويقول نجم منتخب 1982 الأخضر بلومي إن منتخب بلاده يملك فرصاً لا تقل عن فرص بلجيكا صاحبة المركز 12 في التصنيف العالمي. ولم يتطرق النجم السابق للمنافسين الآخرين في المجموعة روسياوكوريا الجنوبية، لكنه بدا راضياً عن التشكيلة الجزائرية التي قدر أنها قادرة على إحداث المفاجأة في المجموعة الثامنة. بدوره، أكد الإعلامي حفيظ دراجي معلق قناة «بي أن سبورت» القطرية أن «المنتخب الجزائري يمتلك حظوظ باقي منتخبات المجموعة الثامنة نفسها، في ظل الخبرة التي اكتسبها من مشاركته الأخيرة بمونديال جنوب أفريقيا». وأضاف: «أعتقد بأن هناك عوامل أخرى ستساعده في تحقيق نتائج إيجابية، بينها تركيبته البشرية التي تتكون من لاعبين شباب سيحاول كل واحد منهم أن يظهر قدراته وإمكاناته الفنية. إضافة إلى العمل البناء الذي قام به المدرب البوسني وتأثيره الإيجابي في لاعبي المنتخب». وعلى رغم توافق العديد من الآراء على ترشيح الجزائر لتكون مفاجأة المجموعة الثامنة إلا أن شبكة «سكاي سبورت» الإيطالية الشهيرة استبعدت، في مقالة لها على موقعها الإلكتروني، تجاوز المنتخب الجزائري لكرة القدم للدور الأول بمونديال البرازيل. وقالت إن تحقيق ذلك سيكون بمثابة «المعجزة» في مجموعة تضم منتخبات بلجيكا، روسياوكوريا الجنوبية، لكنها في المقابل أشارت إلى إمكان إنهاء أشبال حاليلوزيتش لدور المجموعات في المرتبة الثالثة خلف بلجيكاوروسيا المرشحان بقوة - حسبها - لاقتطاع تأشيرتي الدور ثمن النهائي. واعتبرت الشبكة الإعلامية الإيطالية المنتخب الجزائري أضعف منتخبات المجموعة الثامنة، إذ قالت إنه من الناحية النظرية يأتي «الخضر» خلف بلجيكا، روسياوكوريا الجنوبية. وأشارت «سكاي سبورت» التي تعد أبرز شبكة إعلامية في إيطالية خلال حديثها عن تعداد «الخضر» إلى وجود أربعة لاعبين ينشطون في الدوري الإيطالي (فوزي غلام، سفير تايدر، جمال الدين مصباح وحسان يبدة). كما أعلمت الإيطاليين بأصول لياسين كادامورو الإيطالية، مشيرة إلى أنه مولود في فرنسا من أم جزائرية وأب إيطالي، لكنها تناست لاعباً آخر يملك أصولاً إيطالية هو مهدي لحسن المولود في فرنسا من أب جزائري وأم إيطالية، والذي يحمل إلى جانب اسمه العربي اسماً إيطاليا هو جوزيبي.