تطل الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن منذ بداية رمضان عبر شاشة «إل بي سي» في مسلسل «آخر خبر» حيث تلعب دور البطولة مع وسام صباغ ومجموعة من الممثلين. «المسلسل كوميدي بامتياز»، تقول ماغي، وفيه الكثير من المواقف الإنسانية والرسائل المعبّرة، ويشترك فيه ممثلون من لبنان وسورية، «وأعتقد بأنّه سينال نسبة مشاهدة عالية لأنّ كل عناصر القوة في مسلسلٍ تجتمع فيه». تلعب ماغي بو غصن في «آخر خبر» دور صحافية تتنكّر في كل مرّة لتغطّي قضية اجتماعية إنسانية تهم الوطن العربي ككل، وتكشف خيوطاً مخفية تتعلّق بها، يساعدها في ذلك رئيس المجلة التي تعمل لديها. ماغي بو غصن لعبت دور البطولة الأول في عمل تراجيدي من خلال مسلسل «متل الكذب»، وتلعب الآن دور البطولة المطلقة الأول في مسلسل كوميدي، فهل تعتبر أنها تأخّرت لتنال الفرصة التي تستحقها؟ «لقد تأخّرت لأحظى بفرصتي في لبنان» تجيب، وهنا تفتح أمامنا باب التعجّب للدرب الذي سلكته في مسيرتها المهنية إذ بدأت نجاحها من حيث تتمنّى الكثيرات الوصول، من العالم العربي، وصارت معروفةً هناك، ثمّ ما لبثت أن عادت إلى لبنان لتطل عبر أدوارٍ مساندة غير قادرة على إظهار كل قدراتها، فإلى أي درجة كانت مستعدة للتضحية؟ توضح ماغي أنّها حين عادت إلى لبنان تفهّمت أن يتردد المنتجون في إعطائها أدوار البطولة بخاصّة أنّها لم تكن معروفة بعد من الجمهور اللبناني، «لكنني كنت أكيدة أنني سأحجز موقعي في الساحة التمثيلية اللبنانية من خلال الحماسة والصدق اللذين أؤدي بهما عملي». وتضيف أنّها لا تهتم لمساحة الدور او طبيعته، وتنفي أن ترفض من الآن فصاعداً لعب غير أدوار البطولة، وتقول: «أنا مستعدة لأطل في مشهدٍ صغير كضيفة شرف شرط أن أضيف من خلاله شيئاً إلى مسيرتي». وماذا إذا عُرِض عليها دور مساند في مسلسل تلعب بطولته ممثلة دخيلة على الفن؟ تجيب: «إذا وجدت أن الكاستينغ لم يتم اختياره بدقة سأشكك حينها في جدية هذا العمل وسأرفض أن أزج اسمي فيه، فكما وقع الخطأ في اختيار البطلة قد يطاول عناصر أخرى مهمة في نجاحه». إلى أي درجة ترى ماغي بو غصن أنّ مَن يصل اليوم إلى الشهرة في التمثيل هو مَن يستحق الوصول؟ تقول إنّ بعضهم يصل من طريق العلاقات العامة والتنازلات، ولكن في المقابل هناك كثرٌ وصلوا بالجهد والكد والتعب والمثابرة، «وأنا أنتمي إلى الفئة الثانية، فكثرة الإعلانات عن المسلسل الذي أشارك فيه واللوحات الإعلانية على الطرقات اللبنانية التي تحمل صورتي استحققتها بعد 15 سنةً من التعب». نسألها إن كانت تشعر بالغُبن حين ترى أنّ ممثلات غير جديرات يصلن بسرعة إلى الشهرة فتجيب: «إذا كانت ممثلة غير موهوبة بالتأكيد أحزن وأشعر بالغُبن، ولكن إذا كانت موهوبة وممثلة جيدة، فعلى العكس، أفرح لها وأهنئها لأنّ الحظ ساعدها كي تصل بسرعة وتتفادى الانتظار الطويل». هذا المنطق الذي تتحدّث به ماغي، والذي نادراً ما نسمعه في مجال الفن، ألا يمكن أن يلعب دوراً سلبياً في غابة الفن حيث «إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب»؟ تقول إنّها تثق بألّا أحد يمكنه أن يأخذ مكان شخص آخر، فلكل شخص مكانه، «أما الفرصة الخطأ فيمكن أن ينالها الشخص مرّة واحدة، وحين يُظهر أنّه ليس أهلاً لها ستعود إلى مَن يستحقها». وتنوّه بقدرة الجمهور على ملاحظة أدق التفاصيل، عكس الفكرة السائدة التي تقول إنّه يرضى بأي شيء، وتفصح أنّ كُثراً يصيبون في ملاحظاتهم وينتبهون إلى تفاصيل صغيرة تحتاج إلى الكثير من دقة الملاحظة، «لذلك أرى أنّ الدخلاء سرعان ما يختفون». تعتبر ماغي أنّ أحلامها بدأت تتحقق شيئاً فشيئاً، وحين نسألها عن المستوى الذي ترغب في الوصول إليه والحلم الأكبر الذي تتمنّى تحقيقه تقول: «أشعر بمسؤولية كبيرة، وبأنّني ما زلت في بداية الطريق، لكن طموحي يصل حدّ لعب أكبر عدد من الشخصيات المتنوعة في الشكل والمضمون». وردّاً على سؤال حول تفضيلها الأدوار الكوميدية أو تلك التراجيدية تقول: «أنا ممثلة وأجد نفسي في النوعين، ولكن بما أنّ الناس أحبّوني كثيراً في الأدوار الكوميدية، وبما أنّ الممثلات الكوميديات قليلات عندنا، سأركّز على الأدوار الكوميدية». هل تجد نفسها خفيفة الظل؟ وهل تضحك عندما تشاهد نفسها؟ «أضحك على التفاصيل التي أكون قد نسيتها»، تقول ماغي محاولة الانتقال إلى موضوع آخر، ولكن حين نصرّ أن نعرف هل تجد نفسها خفيفة الظل تجيب بنعم ضاحكة بنبرة فيها بعض الخجل.