في وصفهم الحديث الذي يفتقد إلى الصدق، يلجأ اللبنانيون الى مثل شائع يقول: «كلام الليل مثل الزبدة، إذا طلع عليه الصبح يذوب». وعلى غرار ذلك، ربما خطر للبعض القول ان أمن المعلومات على الإنترنت بات مثل الزبدة، ما أن تلامسها شمس الصيف حتى تذوب! في التفاصيل أن خبراء في أمن الإنترنت حذّروا أخيراً من موجة تهديدات جدية لمستخدمي هذه الشبكة في منطقة الخليج العربي في فترة الصيف. وأشاروا الى أن هذه الموجة تستهدف التسوّق عبر الإنترنت، والبطاقات الائتمانية التي يكثر استعمالها صيفاً في تسديد ثمن المشتريات وحجز تذاكر السفر وغيرها. وفي هذا السياق، قدمت شركة «نورتون» Norton التابعة لشركة «سيمانتك» Symantec مجموعة نصائح عن طُرُق حماية المعلومات خلال الصيف في دول الخليج العربي. وصرح تميم توفيق، مدير مبيعات الحلول الأمنية الاستهلاكية في «سيمانتك» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن انتشار الحواسيب اللوحيّة والأجهزة الذكية المتنقّلة، جعل المستخدمين يفضلون استخدام الإنترنت في ما يتعلق بعطلاتهم وسفرياتهم، مثل تذاكر السفر وحجوزات الفنادق ومشتريات التسوّق الموسمي وغيرها، ما يزيد من خطر سرقة بياناتهم المصرفية وبيانات بطاقاتهم الائتمانية والمعلومات ذات الطابع الشخصي وغيرها، من قبل مجرمي الإنترنت. والمعلوم أنه خلال عطلة الصيف المدرسية، يزداد إقبال الأطفال والفتيان في دول الخليج العربي على استخدام الإنترنت، خصوصاً في التواصل مع أصدقائهم وأقربائهم لتبادل الأخبار والصور. ويؤدي ذلك الى زيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فايسبوك» و «توتير» و «فليكر» وغيرها. ولذا، يفترض توخي الحيطة التامة عند استخدام هذه المواقع خلال هذه الفترة من السنة. وفي هذا الصدد، أوضح توفيق أيضاً أنه عندما يستولي مجرمو الإنترنت على حساب أحد مستخدمي شبكة تواصل اجتماعية، يصبح في إمكانهم نشر وصلات مدسوسة تقود إلى مواقع خبيثة، بمعنى أنها مملوءة بالفيروسات الإلكترونية وبرامج السطو على المعلومات. المفارقة أن هذه المواقع والوصلات تَظهر أمام أصدقاء وأقرباء صاحبِ الحساب على أساس أنها وصلات موثوقة من صديق موثوق. وأشار إلى أن انتشار عناوين المواقع المختصرة زاد الطين بلّة في مجال الحفاظ على امن المواقع، لأنها تحول دون معرفة إن كان الموقع سليماً أو خبيثاً. وفي هذا الصدد، دعت شركة «سيمانتك» جمهور الإنترنت في الخليج العربي إلى التفكير بعمق قبل النقر على وصلات مرفقة بالرسائل الإلكترونية والرسائل الفورية وشبكات التواصل الاجتماعية، حتى إن بدا أنها من أصدقاء أو أقرباء موثوقين. كما دعت المستخدمين الى تقليص المعلومات الشخصية التي ينشرونها عن أنفسهم على الإنترنت، لاسيما عبر شبكات التواصل الاجتماعية، لأنها قد تستغل من قِبل مجرمي الإنترنت. الهواتف الذكية في مهب الأخطار يعتمد كثيرون على هواتفهم الذكية أثناء عطلات الصيف وأسفاره، إذ يستخدمونها في الحجز عبر الإنترنت والتواصل مع الأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية على ال «ويب» وتحديث المعلومات الشخصية وغيرها، كما يستعملونها في الدخول إلى حساباتهم المصرفية وتسديد قيمة مشترياتهم ببطاقاتهم الائتمانية. وراهناً، ينظر خبراء أمن المعلومات الى الهواتف الذكية باعتبارها هدفاً دسماً بالنسبة الى مجرمي الشبكات الرقمية. وفي السياق عينه، أكّد خبراء أمن الإنترنت وجود إصدارات مدسوسة من تطبيقات الهواتف الذكية التي تبدو موثوقة ومماثلة للأصلية تماماً عند معاينتها عبر الإنترنت. ولكنها تتسبّب بمخاطر لدى استخدامها، مثل جمع معلومات عن أمكنة تواجد صاحب الهاتف وتفاصيل تنقّلاته ورحلاته، خصوصاً إذا وُضِعت هذه المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتُرسل هذه المعلومات الى الجهة الإجرامية التي صنعت تلك التطبيقات. والأرجح أن برامج تحديد المواقع، سواء التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية مباشرة أو التي تستعمل أدوات «غوغل»، هي الأكثر حساسية وخطورة في هذا المجال. وأخيراً، ثمة قاعدة ذهبية في الوقاية من مخاطر الإنترنت تتلخص في عدم الإكثار من وضع المعلومات الشخصية على الإنترنت، خصوصاً المتصلة بأمكنة السكن والسفر والتنقل وأرقام بطاقات الائتمان والحسابات البنكية وأسماء الأطفال ومدارسهم وغيرها.