عكس الضمور في أعداد المتظاهرين أمس الجمعة في صنعاء وباقي المدن اليمنية حال الإعياء التي أصابت جمهوريْ المعارضة والموالاة اليمنيين بعد 24 أسبوعاً من الاحتجاجات والتظاهرات والتظاهرات المضادة، لكن في المقابل ازدادت تسميات يوم الجمعة فصارت خمساً بعدما كانت اثنتين فقط. وهكذا نزل أنصار ومعارضو الرئيس علي عبدالله صالح إلى الشوارع على عادتهم منذ بدء حركة الاحتجاج منتصف شباط (فبراير) الماضي، لكن الفتور كان واضحاً عليهم بعدما كان كل طرف يحشد ما أمكن من مؤيديه في مقابل الطرف الآخر. وفي حين اطلق حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم تسمية «جمعة الإخلاص» على تظاهراته في ميدان السبعين بصنعاء، وفي باقي المحافظات، لتأكيد التمسك بالشرعية الدستورية، سمت «اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية» يوم أمس «جمعة الصبر والمرابطة»، بينما دعاها «المجلس التنسيقي لشباب الثورة» باسم «جمعة نعم للمجلس الانتقالي». أما سكان الأحياء المجاورة ل «ساحة التغيير» قبالة جامعة صنعاء حيث يستمر الاعتصام منذ ستة اشهر، فسموها «جمعة رفع الأذى عن الطريق» بعدما نظموا قبل أيام تظاهرات تطالب بفك الاعتصام وبإعادة الحياة الطبيعية إلى أحيائهم وأعمالهم. والتسمية الخامسة كانت لأنصار «الحراك الجنوبي» الداعي للانفصال والذين احيوا «جمعة الاصطفاف الجنوبي». وفي هذا الوقت، استمر التوتر السياسي والأمني بين أطراف الأزمة، بعدما اعتبرت السلطات أن المعارضة تشن «حرب استنزاف» لإنهاك قواتها المسلحة وتفكيكها تمهيداً للاستيلاء على الحكم بالقوة. وفي غضون ذلك، لا يزال الجميع بانتظار العودة المرتقبة للرئيس علي صالح من رحلة العلاج في السعودية، علها توفر لكل منهم الزخم المفقود.