طهران - يو بي أي، أ ف ب، رويترز - دعا المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في إيران السيد علي خامنئي اليوم الجمعة الى إنهاء جميع المظاهرات التي تشهدها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية. وحمّل من يرفض ذلك مسؤولية العواقب والفوضى التي قد تحدث معتبرا ان آليات الانتخابات في ايران الا تسمح بالتزوير، وهاجم مواقف الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية بمن فيها بريطانيا من الانتخابات. وقال خامنئي في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران التي حضرها مسؤولون ايرانيون والمرشحون الى الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة الماضي وبينهم الرئيس المنتخب محمود أحمدي نجاد والمرشح المنافس السابق مير حسين موسوي وآخرين، "لا يمكن التنافس في الشوارع بعد الانتخابات وفي ذلك تحدّ للانتخابات والديمقراطية، وأطالب الجميع بإنهاء هذا الاسلوب، واذا لن يتم إنهائه ستكون مسوؤلية العواقب والفوضى على عاتق هؤلاء". وأضاف "من الخطأ الاعتقاد ان التحركات في الشوارع ستشكل أداة ضغط على الحكومة، وهذا تمهيد للدكتاتورية". وطالب خامنئي الجميع ب"التركيز على الأخوة ومراعاة القانون"، مضيفا "علينا ان لا نسمح للعدو بتديمر هذه الفرحة (الانتخابات) واذا قرر البعض ان يسلك طريقا اخرى فسأصارح الشعب مصارحة أكثر". كما انتقد خامنئي مواقف الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية من الانتخابات، قائلاً ان "بعض الرؤساء ووزراء الخارجية في بعض الدول الاوروبية واميركا كشفت تصريحاتهم عن ما يكنّوه في باطنهم". وأضاف "نقل عن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما قوله انه كان يتوقعا هكذا يوم ينزل فيه الناس الى الشارع". وتابع "داخل البلاد لاحظنا (قيام) بعض العملاء بإحراق المباني والاعتداء على الممتلكات العامة وسلب الامن في بعض المناطق، وتم التطاول على أمن المواطنين والناس وهذا لا علاقة لأنصار المرشحين به بل للعملاء في الاجهزة الامبريالية". وقال ان ما حصل في الداخل بسذاجة من بعض هؤلاء المتظاهرين، صوّر للبعض في الخارج ان ايران قد تتحوّل الى جورجيا، في إشارة الى ما عرف ب"الثورة الملوّنة" التي دعمها الغرب في جورجيا. وقال المرشد الأعلى للثورة ان "آليات الانتخابات لا تسمح بالتزوير وكل من يعرف قضايا الانتخابات والياتها يدرك ذلك، التزوير بنسبة 11 مليون صوت؟ اذا كان الخلاف بين هذه وذاك 100 ألف 200 ألف، ربما حصل التزوير ولكن هل يمكن حصول التزوير بنسبة 11 مليونا؟" وتابع "قلت لمجلس صيانة الدستور انه اذا كان هناك شبهة لدى الاشخاص ووثائق يجب دراسة ذلك وفق الاليات الدستورية والقانونية ولن أقبل بالبدع غير الدستورية". وحذر من أنه "اذا لم نحافظ على الاطر القانونية والدستورية ففي المستقبل لن تكون أي عملية انتخابية مصانة (...) القوانين كاملة ولا يشوبها اي شك، ويحق لكل المرشحين أن يعترضوا، وانا قلت باعادة فرز بعض الصناديق بحضور مندوبي المرشحين". ووصف بريطانيا بأنها من "أخبث الأعداء"، مضيفا أن "الأعداء كالذئاب الجائعة رفعت نقاب الدبلوماسية عن وجوهها وفضحت حقيقتها". وأضاف خامنئي الجمعة ان "الشعب اختار من يريد" لرئاسته, في الوقت الذي تشهد فيه البلاد احتجاجات شديدة على نتائج الانتخابات التي فاز بها الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية. وكان المرشد الاعلى اكد في خطبته ان "الانتخابات اظهرت ثقة الشعب بالنظام الاسلامي", مشيرا الى مشاركة 85 في المئة من الناخبين في انتخابات 12 حزيران (يونيو). وقال خامنئي "اعداء (ايران) يستهدفون شرعية المؤسسة الاسلامية بالتشكيك في الانتخابات ومصداقيتها قبل وبعد (الاقتراع)." وقال: "الشعب اختار من يريد" لرئاسته, معتبراً ان الانتخابات الرئاسية اظهرت ثقة الشعب في النظام الاسلامي. وقال خامنئي ان "المسؤولين السياسيين الذين لديهم نفوذ على الشعب يجب ان ينتبهوا جيدا على سلوكهم". واضاف "اذا تصرفوا بشكل متطرف, فهذا التطرف سيبلغ حد اللاعودة (...) وسيكونون مسؤولين عن اراقة الدماء والعنف والفوضى".