يوماً بعد آخر، تنضم دولة جديدة إلى قائمة «أنفلونزا الخنازير»، وحتى وقت إعداد هذا التقرير، سُجل ظهور المرض في نحو 80 دولة، حاصداً أرواح 165 شخصاً، من أصل 36 ألفاً أصيبوا بالمرض، في قارات العالم السبع. ومع انضمام دولة جديدة إلى القائمة، تتقلص أمام السعوديين خيارات السفر في الإجازة الصيفية، التي تحل بعد أقل من أسبوعين. عربياً، كانت بيروت، والقاهرة، ودبي، والرباط، خيارات مفضلة للسعوديين، ولكن لا يبدو ان هذه الخيارات ستحتفظ بمكانتها في خارطة السياحة عند السعوديين المتوجسين من إصابتهم بالمرض، الأمر ذاته ينطبق على عواصم أوروبية وآسيوية، كانت ملاذ السعوديين صيفاً. وعلى رغم ذلك، بدأ عدد من العائلات السعودية، تبحث عن الدول العربية الأقل إصابة ب «أنفلونزا الخنازير»، لقضاء إجازة الصيف فيها، وكانت سورية من بين الدول «الأكثر حظاً». فيما كشف عاملون في شركات تعمل في مجال السفر والسياحة الطيران ل «الحياة»، عن «تراجع الحجوزات إلى الدول الأوروبية في شكل ملحوظ، مقارنة مع الأعوام السابقة». وأوضح احمد باشقير (مدير مكتب سياحة وسفر)، أن «نسب السياحة الخارجية شهد هذا العام هبوطاً غير عادي، ففي شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي تحديداً، بلغ عدد الحجوزات في مكتبنا، أكثر من 900 حجز، أغلبها إلى دول أوروبية. أما في العام الجاري، فلم يتجاوز العدد المئة»، متوقعاً «إلغاء الكثير من هذه الحجوزات»، مشيراً إلى أن هذا الهبوط «ألحق خسائر بمكاتب وشركات الطيران أيضاً، وستزداد حدته في ظل ظروف الأزمة المالية». اللافت أن القاهرة التي كانت مرشحة قبل أشهر، لنيل أعلى نسبة من حجوزات السعوديين، «لم تشهد هذا العام إقبالاً، حتى من أبناء الجالية المصرية، فعدد منهم فضل البقاء في المملكة، وعدم السفر إلى بلدهم، خوفاً من العدوى داخل الطائرات»، بحسب قول المشرفة في أحد مكاتب السفر منى عبد القادر، التي تضيف «لاحظنا فروقات واضحة في موسم السفر هذا العام، وهذا الأمر متوقع، بعد ظهور «أنفلونزا الخنازير» الذي ينتقل بسهولة بين البشر، إلا أن الخسائر بدت واضحة منذ مطلع موسم الصيف». وتتوقع أن «يسهم الإحجام عن السفر إلى الخارج، في تنشيط السياحة الداخلية». حال الإرباك لم تقتصر على مكاتب السفر والسياحة، فالمنازل تعيش على وقع نشرات الأخبار، التي باتت تتحكم في خياراتها الصيفية. ويقول حسن العمير، الذي يعتبر نفسه أقرب إلى «ابن بطوطة»: «أنا دائم الترحال، زرت خلال سنوات حياتي، نحو 56 دولة، وربما أكثر، فهذا ما يحضرني الآن، ومعظمها أوروبية». أما في هذا العام، فان العمير يبدو أقرب إلى الامتناع عن ممارسة هوايته في السفر «فالوضع الصحي حول العالم يدق ناقوس الخطر، وهناك كارثة إنسانية، وإبادة بشرية على وشك الوقوع». وتحاول عائلات عدة، البحث عن خيار في الإجازة، بعيداً عن أجواء الرطوبة والحرارة العالية، فعائلة حمد الدوسري، التي اعتادت على السفر سنوياً، لم تجد بعد خياراً يقيها شر المرض، إلا أنها تنقب عن «دول لم يصل إليها المرض بعد» كما يقول حمد، الذي يستدرك «الشريط الإخباري في معظم محطات التلفزيون مُحبط للغاية، فيوميا يتم اكتشاف حالات وعدد الدول يرتفع، واحتمالات السياحة تتضاءل».