واشنطن - ا ف ب - دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما الأميركيين إلى الضغط على الجمهوريين للتوصل إلى تسوية حول الدين، محذراً في كلمة تلفزيونية إلى الأمة من أن تعثر الولاياتالمتحدة سيقود إلى «أزمة سياسية حادة». وفيما كان اوباما يتحدّث في وقت متقدم ليل الاثنين - الثلثاء، تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أربعة شهور في طوكيو، وسط مخاوف متزايدة من اشتداد المأزق بين الجمهوريين والديموقراطيين حول أزمة الديون. وألقى اوباما اللوم على الجمهوريين لرفضهم رفع السقف القانوني للديون فوق المستوى الحالي البالغ 14,3 تريليون دولار من دون الاقتطاع من الإنفاق، ورفضهم زيادة الضرائب على الأكثر ثراءً. وقال: «عدم التوصل إلى تسوية يهدّد بإثارة أزمة اقتصادية خطيرة، تتحمّل واشنطن وحدها تقريباً مسؤوليتها»، رافضاً اقتراحاً جمهورياً برفع سقف الديون موقتاً على اعتبار أن ذلك سيقود إلى تكرار الأزمة الحالية بعد ستة شهور. وأضاف: «هذا ليس أسلوباً مناسباً لإدارة شؤون أعظم بلد في العالم، إنها لعبة خطرة جداً في ظل وجود وظائف وحياة عدد كبير من العائلات على المحك». وألقى الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون باينر اللوم على اوباما في الأزمة، مؤكداً أن الأميركيين يطالبون باقتطاعات كبيرة في النفقات، في حين اعتبر أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها «التخلّف عن تسديد مستحقات ديونها». وأدت المخاوف من تعثر أغنى بلد في العالم في الثاني من آب (أغسطس) إلى تراجع البورصات وارتفاع سعر الذهب، فيما حذّر صندوق النقد من «صدمة شديدة» ستلحق بالاقتصاد العالمي ما لم يتم الاتفاق على تسوية. وبلغت واشنطن الحد الأقصى لديونها في 16 آذار (مارس)، إلا أن الخزانة لجأت إلى ترتيبات ضريبية وفي المحاسبة لمواصلة العمل، محذّرة في الوقت ذاته من أنها لن تتمكن من الاستمرار في دفع المستحقات بعد الثاني من آب. وسيواجه المسؤولون الأميركيون خياراً صعباً عند بلوغ هذا الاستحقاق، يقضي بخفض النفقات 40 في المئة، سواء عبر التخلّف عن تسديد الديون أو وقف الإنفاق على برامج وخدمات اجتماعية مثل الضمان الصحي أو معاشات التقاعد. وحذّر قادة المال والأعمال من أن عدم رفع سقف الدين بحلول هذا التاريخ سيشكل صدمة قوية للاقتصاد العالمي الهش، في حين توقع اوباما «خراباً اقتصادياً» في مثل هذه الحال. ويتفق الطرفان في واشنطن على ضرورة الحد من العجز، إلا أنهما يختلفان على حجم الاقتطاع من النفقات وضرورة زيادة المداخيل، لا سيما الضريبية منها، كما يختلفون على مسألة الادخار في الإنفاق على البرامج الاجتماعية. وقال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد: «يجب اتخاذ القرار الصحيح لأن الاقتصاد على المحك»، مستبعداً توصّل الكونغرس المنقسم إلى اتفاق. وطرح كل من ريد وباينر خطتين لرفع سقف الديون والحد من العجز الهائل تختلفان حول نقطة أساسية، إذ تعرض خطة باينر زيادة سقف الدين على مرحلتين، الأولى حتى شباط (فبراير) أو آذار (مارس) 2012 والثانية حتى عام 2013، ما رفضه الديموقراطيين، وفي طليعتهم اوباما، مطالبين بإجراء نهائي إلى ما بعد الانتخابات. وقال باينر: «الوقت ينفد ويجب ألا يفرض الرئيس الفيتو على هذه الخطة المنطقية ويجازف بالعجز عن التسديد، إنني أدعو مجلس الشيوخ إلى إقرار هذه الخطة وأدعو الرئيس إلى توقيعها». وتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ 17 آذار أمام الين لدى افتتاح بورصة طوكيو صباح أمس، فيما وصل سعر أونصة الذهب إلى 1624 دولاراً قبل أن يتراجع إلى 1614 دولاراً. وقال الخبير في شركة «غلوبال اينسايت» نايجل غولت: «احتمالات خفض علامة الولاياتالمتحدة ازدادت حتى لو رُفع سقف الدين».