دمشق، طهران - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، يو بي آي - وقّعت إيران وسورية والعراق أمس مذكرة تفاهم لبناء خط أنابيب لنقل الغاز من إيران الى جاريها، خلال فترة تتراوح ما بين ثلاث وخمس سنوات، وفي فترة لاحقة إلى لبنان وأوروبا، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية. وأفاد موقع «أريب» الإيراني، بأن المشرف على وزارة النفط الإيرانية محمد علي أبادي ووزير النفط العراقي عبدالكريم اللعيبي ووزير النفط السوري سفيان العلاو، وقّعوا في منطقة عسلوية (جنوبإيران)، حيث يقع أكبر حقل غاز في العالم، أكبر اتفاق لنقل الغاز الإيراني إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وأضاف أن قيمة المشروع الذي سُمي «خط أنابيب الغاز الإسلامي»، تبلغ 10 بلايين دولار. وأعرب أبادي عن أمله في التوقيع «قبل نهاية السنة» على الاتفاق النهائي لإطلاق المشروع. وأفادت مصادر إيرانية بأن خمس جهات مستثمرة دولية أعربت عن رغبتها في المشاركة في تنفيذ المشروع، لكنها لم تسمّ هذه الجهات. ونسب الموقع إلى المدير التنفيذي ل «الشركة الوطنية للغاز الإيراني» جواد أوجي قوله، إن الاتفاق يقضي «بتصدير الغاز الإيراني الى الدول الأوروبية عبر خط أنابيب طوله خمسة آلاف كيلومتر عبر الأراضي العراقية والسورية واللبنانية والبحر المتوسط»، فور تأمين التمويل اللازم له. وأوضح أوجي أن دراسات الجدوى ستوكل إلى مستشار دولي، من دون تقديم جدول زمني لمختلف مراحل المشروع، وأن المذكرة تنصّ على إنشاء ثلاث مجموعات عمل تقنية ومالية وقضائية خلال شهر، لبحث ما يترتب عن هذا المشروع الذي جرى التداول فيه مراراً منذ عام 2008. وسيُنشأ هذا الخط انطلاقاً من منطقة عسلوية في إيران بطول 750 کيلومتراً، ومن ثم سيُسلّم الغاز إلى العراق عبر حدود محافظة أيلام (غرب البلاد)، وستزود إيران سورية ب 110 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً عبر الأراضي العراقية. ويذكر أن إيران، التي تملك ثاني أكبر احتياط غاز عالمياً، تنتج 600 مليون متر مكعب يومياً منه، وتصدّر 37 مليوناً. وتسعى إلى مضاعفة إنتاجها إلى 1.2 بليون متر مكعب، لتصدير نحو 250 مليون متر مكعب يومياً إلى جيرانها وإلى أوروبا اعتباراً من عام 2015 بفضل تطوير حقل جنوب بارس العملاق للغاز في الخليج العربي، الذي تتقاسمه مع قطر. وكان نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي دعا لدى استقباله وزير النفط السوري في طهران أول من أمس إلى تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين وزيادة التعاون في قطاع الغاز والنفط. وأفادت مصادر رسمية في دمشق بأن رحيمي شدد على أهمية التعاون بين إيران وسورية والعراق ودول المنطقة لتحقيق رفاه شعوبها. ونقلت عن علاو قوله إن التعاون المشترك بين البلدين ودول المنطقة، خصوصاً في مجال الطاقة والمجالات الأخرى، «يحقق الأمن والاستقرار لشعوبها». وأعرب عن تطلع بلاده إلى توسيع مجالات التعاون مع إيران بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين المشتركة. وكانت دمشق نفت في وقت سابق تقارير عن دعم إيران لاقتصادها بنحو 5.8 بليون دولار وتزويدها أيضاً بنحو 290 ألف برميل من النفط الخام يومياً. ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يساهم المشروع بين سورية والعراق وإيران في دعم اقتصاد هذه الدول ويؤمّن الطاقة في محطات التوليد الكهربائية والحرارية والصناعية وفي المجالات الأخرى ويحقق عائداً اقتصادياً من خلال رسوم المرور والترانزيت. وبدأت في بغداد أمس اجتماعات اللجنة الوزارية السورية - العراقية بمشاركة وفد سوري ضم عدداً من المسؤولين واكثر من 136 رجل أعمال برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة محمد الشعار. ومقرر أن تقر اللجنة عدداً من الاتفاقات الاقتصادية بين الجانبين لتنشيط الحركة التجارية والاستثمارية.