أكد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب اللبناني وليد جنبلاط أن «سهل حوران اليوم جريح وسورية جريحة»، مقترحاً في مهرجان في بلدة ضهر الأحمر قضاء راشيا أمس، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، برنامجاً إصلاحياً اعتبر فيه أن «شفاء سورية بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن الارتكابات والجرائم بحق الشعب السوري والتي انطلقت من درعا». ودعا إلى «إطلاق جميع المعتقلين السابقين والحاليين ووقف إطلاق النار على المتظاهرين، وإدانة كل عمل مسلح على المنشآت أو المؤسسات أو على الجيش العربي السوري، وإدانة كل كلام أو عمل طائفي تحريضي». وشدد على «وضع دستور جديد يسمح بتعدد الأحزاب ويفتح الآفاق للطاقات الهائلة للشعب السوري أمام التنوع والتحديث من أجل زيادة الممانعة السورية»، رافضاً أي تدخل أجنبي. وأكد جنبلاط أن ما قاله «أفكار كل الشعب السوري، وأيضاً وردت في الوعود المتتالية للرئيس السوري، لكن يبدو أن البعض في النظام لا يريد ترجمة هذه الوعود من أجل سورية أفضل»، مخاطباً «أهل درعا والشام وسورية»، بالقول: «أحزانكم أحزاننا وأفراحكم أفراحنا». ونبه «بني معروف في لبنان وسورية في اللحظة التي ندخل فيها في مشروع الفتنة، مع أهلنا في لبنان، بغض النظر عن انتمائهم، أو مع أهلنا في سورية»، إلى أن هذا «يكون انتحاراً سياسياً وفناء سياسياً، وخطراً على الوجود السياسي والحسي لبني معروف». وقال: «نحن شعب واحد في سورية، فانتبهوا من أي مفتن أو مغرض أو أي رأي يريد تحميس بعض منا في مواجهة الآخر أبداً، نرفض هذا كما رفضنا الفتنة في 11 أيار (مايو) في أوج آنذاك التمحور الداخلي في لبنان»، معتبراً أن «وحدها الشعوب الحرة تحرر الشعوب المضطهدة أو المقهورة، ونظرية الأنظمة الممانعة لا قيمة لها، وحدها الشعوب الحرة هي التي تستطيع أن تمد اليد إلى الشعوب المقهورة والمحبوسة والمأسورة». وحيّا جنبلاط «شهداء المقاومة الإسلامية وشهداء لبنان الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان، لصد العدوان الإسرائيلي». ورأى «أن سهل البقاع خصب بالرجال والمقاومين»، مذكراً ب «بعض المآثر عام 1925 في قلعة راشيا، مروراً بعام 1958 ورفض حلف بغداد، وصولاً إلى عام 1982 أولى العمليات أو شرارات المقاومة الوطنية، كانت من البقاع، ولا ننسى المعركة الشهيرة التي صدت العدوان الإسرائيلي في السلطان يعقوب التي قام بها الجيش العربي السوري، كمعركة عين زحلتا التي سمحت وسهلت لاحقاً للمجاهدين والمقاومين بالخروج وبالنزول إلى بيروت عبر الجبل وإلى صور وصيدا والجنوب». وتابع: «عام 1983 جاء وبحكم الصدفة وبحكم التجزئة، تقسيم في موجبات الانغلاق كنا نحن وسائر الأحزاب، نحن بالدرجة الأولى، استلمنا محور سوق الغرب لحماية المقاومة في طريق الكرامة، عبر بيصور إلى بيروت فصيدا والجنوب، وكان آنذاك أبطالنا في جيش التحرير الشعبي، إذ ذهب من هذه المنطقة الآلاف وعاد أيضاً عشرات ومئات الشهداء والجرحى، ولكن فخر لنا هذا التعاون والتنسيق مع المقاومة الوطنية والإسلامية». وأكد «أن القواسم التي تجمعنا في هذا السهل أكبر بكثير من الفوارق، قواسم المقاومة عبر التاريخ أكبر بكثير من هذه الفوارق اليوم التي نتجت نتيجة الاصطفاف السياسي»، داعياً إلى «أن تكون تلك القواسم أعلى من كل شيء وليكن الحوار قاعدة مجدداً كما أشار إليه السيد حسن نصر الله، وكما أشار إليه الشيخ سعد الحريري، كل على طريقته، للانطلاق إلى المستقبل من أجل الخطة الدفاعية لتحصين المقاومة». وقال: «قبل أن يتقدم أحدهم في الدولة من جديد لمحاسبة أحد الأمنيين، نقول لكل الدولة اللبنانية، بأمنييها وسياسييها، نريد الحقيقة حول اختفاء المقاوم العربي شبلي العيسمي من عاليه»، رافضاً «السكوت عن اختفائه»، ومتوجهاً للأجهزة الأمنية اللبنانية «بكل فئاتها لمعرفة الحقيقة». ودعا أهل البقاع إلى «الحفاظ على هذا التنوع والتواصل والمحبة والحوار وعلى جبل الشيخ، وعلى صفائه وجماله ومقاومته، من دون معبد من هنا أو مزار من هناك، اتركوا جبل الشيخ كما هو، هو في حد ذاته صورة آية من التجلي».