تحت أنظار الآلاف من عشاق رياضة المحركات الذين غصَّت بهم ساحات "فوروم دي بيروت"، أحرز السعودي سعيد الموري لقب "ملك الإنجراف في الشرق الأوسط" إثرَ فوزه في نهائيات "ريد بُل كار بارك دريفت" التي استضافتها العاصمة اللبنانية في حضور وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، وبالتنسيق والتعاون مع النادي اللبناني للسيارات والسياحة. ولم يحالف الحظ هذا العام المتسابقين اللبنانيين في انتزاع اللقب، إلا أنَّ المنصة اكتملت باحتلال بطل العام الماضي فراس خداج المركز الثاني، فيما جاء بطل عام 2009 غارو هاروتونيان ثالثاً. وقد فاقت نهائيات بيروت التوقعات على مختلف الصعد، إذ بلغت العروض التي قدَّمها المشاركون مستويات غير مسبوقة، فيما عكس الشق التنظيمي احترافية عالية تقنياً وتحكيمياً ومحافظة على معايير السلامة. أما الحضور الشعبي فسجل إقبالاً لم تشهد له المسابقة مثيلاً. وجاء فوز الموري على متن شفروليه لومينا بعدما جمع أكبر عدد من النقاط خلال العروض القوية التي عكست التحضيرات الجيدة للسائقين واستعدادهم الفني والنفسي للتنافس على اللقب الإقليمي للمسابقة. وبلغ الأداء قمته في المنافسة الختامية التي إختلط فيها هدير المحركات بصوت إحتكاك الإطارات الحامية بأرضية المسار المتعرج، الذي صمَّمه بطل سباقات السرعة عبدو فغالي خصيصاً لإبراز أفضل ما لدى السائقين من مهارات. وعمد المشاركون إلى دخول المنعطفات بأروع الطرق وأكثرها دقّة من خلال استعمال الفرامل اليدوية وتقنياتهم الخاصة إالى جانب طاقة سياراتهم وتجهيزاتها. وحاول كلٌّ منهم إبراز أسلوبه الخاص بالقيادة، بعدما عمل على صقل الشكل الخارجي لسيارته لتحظى على إعجاب المشاهدين وينال استحسان الحكام. ولم يفق صخب السيارات سوى هتاف الحشود المتفاعلة مع الحدث وتشجيع الحاضرين الذي رافق مراحل المسابقة من دون كلل أو ملل منذ لحظة إنطلاق السيارة الأولى. وقد افتتح الوزير كرامي النهائيات بجولة إلى جانب فغالي اختبر فيها أحاسيس السرعة والتشويق التي يعيشها السائقون. وتوالت بعدها العروض التي خاضها 14 سائقاً يمثلون 10 بلدان هي السعودية والإمارات والكويت وعُمان والبحرين وسورية والأردن ومصر وإيران، إضافة الى لبنان. وفصلت لجنة تحكيمية خاصة في نتائج المشتركين ووضعت علامة للعروض التي قدموها بناء على معايير محددة، اعتمدت بنسبة 70 في المئة على مهارات الانجراف، ولحظت شكل السيارة وهدير محركها ودخان الإطارات، من دون أن تغفل تفاعل الجمهور. وضمَّت اللجنة التحكيمية كلاً من: بطل الشرق الأوسط للراليات المهندس السعودي ممدوح خياط، المصمم العالمي للسيارات الأميركي كويرت كروفورد، النيوزيلندي مايك ويدت الملقَّب ب"ماد مايك" لشهرته في هذا النوع من العروض، إضافة الى غابي كريكر ممثلاً النادي اللبناني للسيارت والسياحة. وقدّم المسابقة والسائقين في مختلف مراحل المنافسات الإعلامي ميشال قزي والفنانة جوزيان الزير. وقد أعرب "ملك الانجراف" لدى تتويجه عن فرحته الجمة باللقب الذي أحرزه، والذي أتى "ثمرة موسم طويل من التحضير المكثّف لهذه المسابقة التي باتت تشكل محطة بارزة في عالم رياضة السيارات". وأثنى على "حسن التنظيم الذي رافق الحدث منذ بدء التصفيات وصولاً إلى نهائي بيروت الذي شكل مسك الختام وأعطى للسائقين فرصة لإبراز مهاراتهم في الإنجراف أمام جمهور رائع". وكانت التصفيات الإقليمية انطلقت من الكويت في 22 نيسان (أبريل) الماضي، لتجول على مدى ثلاثة أشهر على مناطق عدة في الشرق الأوسط، وصولاً إلى بيروت. وواكبها أكثر من 100 ألف متفرج توزعوا بين الخليج وشرق أفريقيا، وبلغ فيها الحضور ذروته في العاصمة اللبنانية.