تالين - أ ف ب - يرفض جان جاغوماجي، أحد الأستونيين السبعة الذي خطفوا في لبنان، بعد أسبوع على انتهاء محنتهم التي دامت أربعة اشهر، الإقرار بأن الدخول الى منطقة البقاع اللبناني كان ينطوي على مجازفة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عنه، أنهم (الرهائن) كانوا «يتكلمون الإنكليزية مع حراسهم الثمانية، الذين كانوا يحملون بنادق كلاشنيكوف وأعلنوا أنهم مسلمون سنّة»، مضيفاً أن «اثنين منهم كانا يضعان أحزمة ناسفة». وقال إن «هذه المغامرة برمّتها لم تغيِّر موقفي حيال الاسلام. أعتقد أنه ليس هناك من ديانة سيئة، بل هناك اشخاص يسيئون استخدام الديانة لتحقيق أهدافهم الشخصية»، وإن اثنين من الخاطفين «جامعيان، وأكد أحدهما انه درس علم الاحياء في بيروت». وقال جاغوماجي إن الرهائن «لقوا معاملة جيدة نسبياً، فلم يكونوا مكبَّلي الايدي وكان بوسعهم التنقل بحرية في الغرفة التي كانوا يُحتجزون فيها معاً». وروى: «اقتادونا في بادئ الامر الى منزل في لبنان، وبعد بضع ساعات نقلونا الى سورية، حيث بقينا نحو أربعين يوماً». وكان الرهائن، بحسب شهادة جان «معصوبي الأعين» لدى نقلهم، وفي سورية جرى احتجازهم في فناء مزرعة، حيث تمكنوا من رؤية أشجار كرز وبعض المزارعين يحرسون خرافاً، و «أوضح الخاطفون منذ البداية انهم في حاجة الى المال من اجل نشاطاتهم السياسية»، ثم قالوا للرهائن إن «السعودية موافقة على تسهيل دفع فدية»، وهي معلومات تبيَّن في ما بعد أنها غير صحيحة. وقال الرهينة السابق: «لا نعرف إنْ تمَّ دفع مبلغ ما، وكم هو هذا المبلغ»، موضحاً أنه بحسب الخاطفين، فان «الزعيم الذي يفاوض على الفدية كان في العراق، وكانوا يأملون في انتهاء الامر في غضون اسبوع او اسبوعين». وتابع: «كان الطعام جيداً في الاسبوع الاول، لكن بعد ذلك بدا وكأنهم يفتقرون الى المال، فأخذوا يقدِّمون لنا فقط قطعة خبز مع شريحتي جبنة ورأس طماطم، مرتين في اليوم». ولم يعلم الرهائن انهم في سورية إلاّ عندما أعلمهم الخاطفون انهم سيعودون الى لبنان، حيث بقوا محتجزين 42 يوماً اضافياً قبل نقلهم الى سورية مجدداً حتى 14 تموز (يوليو). وقال جان إنهم اقتيدوا بعدها «الى موقع مقفر في لبنان وأُعطُوا تعليمات بالاتصال برقم خاص بعد طلوع الفجر». وأعطاهم الخاطفون هاتفاً جوالاً للاتصال برقم في أستونيا تبين انه رقم الشرطة. ونُقل الرهائن السبعة بعدها الى السفارة الفرنسية في بيروت.