قال ناطق باسم الحكومة الليبية، إن ممثلين ليبيين مستعدون لعقد مزيد من المحادثات مع الولاياتالمتحدة ومع المعارضة المطالبة بإزاحة العقيد معمر القذافي من السلطة، لكنه أكد أن القذافي لن يتنحى. وأعلن مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثّل الثوار رفضهم مشروع حل للأزمة يُفترض أن ينقله موفد الأممالمتحدة إلى طرابلس، على رغم أن هذا المشروع يتضمن تنحي القذافي ولكن ليس مباشرة. وبدأت الحكومة الليبية حملة إعلانية في طرابلس حضت فيها المواطنين القادرين على حمل السلاح على التطوع في معسكرات التدريب والالتحاق بالقوات المسلحة لمدة ستة أشهر. وقالت إن التطوع مفتوح أيضاً في قوات النخبة مثل اللواء 32 المعزز الذي يقوده خميس القذافي، نجل الزعيم الليبي. وقال الناطق باسم حكومة طرابلس موسى إبراهيم، مساء الجمعة، إن مسؤولين ليبيين كباراً عقدوا «حواراً بنّاء» مع نظرائهم الأميركيين قبل أسبوع، في اجتماع نادر أعقب اعتراف إدارة باراك أوباما بحكومة المعارضة. وأبلغ إبراهيم الصحافيين في طرابلس أن حكومته تعتقد أن عقد اجتماعات أخرى في المستقبل سيساهم في حل المشكلات الليبية وأنها راغبة في التحدث إلى الأميركيين أكثر. وأوضح أن المسؤولين الليبيين وليس القذافي نفسه يرغبون في عقد مزيد من الاجتماعات مع المعارضين، وأن مثل هذه المحادثات ستعقد فقط بناء على شروط الحكومة التي تحضهم على إلقاء السلاح والانضمام إلى معسكر القذافي. وأضاف أن لا تفاوض مع «العصابات المسلحة». ومع تكثيف الدول الغربية لجهودها الديبلوماسية للتوصل إلى مخرج من الصراع، قال ديبلوماسي أوروبي إن مبعوث الأممالمتحدة عبدالإله الخطيب، سيسعى إلى إقناع الأطراف المتناحرة في ليبيا بقبول خطة تنص على وقف لإطلاق النار وحكومة تقاسم سلطة ولكن دون دور للقذافي. غير أن محمود شمام، مسؤول الملف الإعلامي لدى المجلس الانتقالي، قال إن مبادرة الخطيب تجاوزها الزمن، خصوصاً بعد اجتماع مجموعة الاتصال الأخير في اسطنبول، الذي استبعد أي محادثات مع القذافي ونظامه الذي اعتبره «غير شرعي». وقال شمام في تصريحات إلى قناة «الجزيرة»، إنه إذا استمر عبدالإله الخطيب في مبادرته فسيعتبره المجلس الانتقالي «وسيطاً منحازاً». وعلى رغم مواجهتها لتحدٍّ من قبل المعارضين وكونها منبوذة من كثير من أطراف المجتمع الدولي، قال الناطق باسم حكومة القذافي، موسى إبراهيم، إنها لا تزال قوية. ووجّه إبراهيم خطابه إلى حلف الأطلسي وقال إنه يخسر، وسيخسر. كما قال لما وصفها ب «العصابات المسلحة» في الجبل الغربي وشرق البلاد، إنها بلا مستقبل، وإن عليها الاعتراف بذلك. ونفى أيضاً ما أعلنه علي العيساوي المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي بأن منصور الضو أحد مساعي القذافي أصيب في هجوم صاروخي للمعارضين خلال اجتماع للدائرة الداخلية للقذافي في طرابلس يوم الخميس. وقال إبراهيم إن انفجاراً وقع نتيجة انفجار اسطوانة غاز في مطبخ. وأكد مجدداً أن القذافي لن يترك موقعه ولن يغادر ليبيا. في غضون ذلك، أعلن التلفزيون الليبي أن طائرات حلف شمال الأطلسي قصفت أهدافاً في طرابلس في ساعة مبكرة من صباح السبت، مما أدى إلى وقوع أضرار وضحايا. وقال شاهد من «رويترز» إن ستة انفجارات على الأقل وقعت وإنها كانت أكبر انفجارات تقع في العاصمة منذ أسابيع. وهزّت أربعة انفجارات الفندق الذي تقطن فيه الأطقم الإعلامية الدولية. وسُمع انفجاران آخران على مسافة أبعد قليلاً. من جهة أخرى، أعلن مسؤولون متمردون أن طائرات مدنية تقوم برحلات جوية بين بنغازي (شرق) وجبل نفوسة (غرب) بإذن من «الناتو» رغم الحظر المفروض على البلاد. وكثّف العقيد القذافي أخيراً من خطبه التي تنطوي على تحدٍّ. ويعرض التلفزيون تجمعات مؤيدة للحكومة بشكل شبه يومي تقريباً، ربما لتأكيد انه لا يزال يحظى بدعم كبير. واحتشد آلاف الجمعة قرب الساحة الخضراء بوسط طرابلس لمشاهدة رسم ضخم للزعيم الليبي. وأعلن التلفزيون الليبي أن القذافي سيلقي خطبة (مساء أمس السبت) يوجهها للشعب المصري بمناسبة ثورة 1952. وقال مسؤول أميركي ل «رويترز» الجمعة إن الولاياتالمتحدة تدرس طلباً من الأطلسي لإرسال مزيد من طائرات بلا طيار من طراز «بريداتور» إلى ليبيا، بالإضافة إلى طائرات مراقبة. وقال المسؤول إن واشنطن فتحت أيضاً من جديد نقاشاً بشأن تسليح المعارضين. في غضون ذلك، اتهمت طرابلس «الناتو» بقتل ستة مدنيين في غارة على مصنع لأنابيب «النهر الصناعي العظيم» جنوب البريقة. وقال مدير شركة النهر لتصنيع الأنابيب عبدالحكيم الشويهدي، إن «6 حراس قتلوا في قصف حلف الناتو الصليبي مصنع البريقة لتصنيع أنابيب النهر الصناعي العظيم الذي يعتبر أكبر المصانع لانتاج الانابيب الخرسانية في العالم». ولاحقاً وجّه القذافي رسالة إلى «أعضاء مجلس الأمن من الدول غير المشاركة في العدوان على ليبيا، وذلك حول قيام الناتو الصليبي باستهداف وتدمير مصنع أنابيب النهر الصناعي العظيم». واتهم الحلف بممارسة «القتل الجماعي لكل الشعب الليبي عن طريق استهداف مصدر المياه الوحيد الذي يملكه واستثمر فيه البلايين ومن دونه تتوقف الحياة في ليبيا». وتساءل القذافي «ما علاقة مصنع كهذا بحماية المدنيين التي يدّعي الحلف أنه يقوم بها؟».