اعطت زيارة الرئيس بشار الاسد ليريفان دفعاً اضافياً ل «الرؤية الاستراتيجية» التي يحملها لموقع سورية كعقدة ربط بين دول الخليج واوروبا وصولاً الى آسيا الوسطى والقوقاز وبين الخليج والعراق واوروبا عبر البحر الابيض المتوسط. وقال الاسد ان «الموقع الاستراتيجي لسورية وأرمينيا يجعلهما ممرات إجبارية لخطوط النفط والغاز بين آسيا وأوروبا»، مشيرا إلى أن دمشق «تسعى الى الحل السياسي في القوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، الأمر الذي يخدم هذه المشاريع الكبرى والضخمة والاستثمارات خلال السنوات المقبلة». وكان لافتاً ان الرئيس الاسد حرص على لقاء رجال الاعمال السوريين، معظمهم من اصل أرمني، في ختام زيارته ليريفان ليعطي دفعا اضافيا لمشاركتهم في منتدى رجال الاعمال الذي افتتحه صباح امس بحضور نظيره الارمني سيرج سركيسان. كما زار كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني في مدينة ايتش ميازين، العاصمة الروحية لأرمينيا. وكان الاسد قال في افتتاح المنتدى ان العلاقة السورية - الارمنية عمرها قديم، منوهاً ب «وفاء» الارمن الى السوريين. واضاف انه لمس خلال زيارته ليريفان ان «الجسر» موجود بين البلدين، وان الارمن الذين عادوا الى بلادهم لا يزالون يعتبرون انفسهم سوريين. وشجع المشاركين في المنتدى على تعزيز التعاون والاستثمارات المشتركة في جميع المجالات، مع اشارته الى استعداد الحكومتين توفير الارضية وتذليل العقبات الماثلة في ضوء اجتماع اللجنة المشتركة في ايلول (سبتمبر) المقبل، علماً ان احدى العقبات عدم وجود سهولة في النقل بين البلدين. وكان الاسد اعرب اول من امس عن «ارتياح سورية الكبير للخطوات التي تمت على صعيد العلاقات التركية - الأرمينية» ورغبة دمشق أيضاً في «العمل من أجل دفعها قدماً انطلاقاً من العلاقة القوية التي تربط سورية وتركيا من جهة وسورية وأرمينيا من جهة أخرى». وهذه المرة الرابعة التي يركز فيها الاسد على «رؤية استراتيجية» لتحويل سورية الى «عقدة ربط» بين الخليج واوروبا وآسيا الوسطى في الاسابيع الاخيرة، ذلك بمشاركته في افتتاح منتديات رجال الاعمال خلال زيارتيه للنمسا وسلوفاكيا وعلى هامش زيارة الرئيس عبد الله غل. وكان الاسد قال في المنتدى التركي - السوري: «عندما نفكر لاحقا بأن هذا الفضاء الاقتصادي سيتكامل، فنحن نربط بين البحر المتوسط وما بين بحر قزوين والبحر الاسود والخليج»، مضيفا: «نستطيع ان نتكامل في هذا المجال عندما نربط هذه البحور الاربعة ونصبح العقدة الاجبارية لكل هذا العالم في الاستثمار وفي النقل وغيره». وظهرت احدى النتائج الملموسة لتلك «الرؤية» بافتتاح قطار لنقل البضائع من ميناء عراقي في الخليج الى البحر المتوسط في الاسبوع الماضي. وكان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري قال ل «الحياة» ان هناك مشاريع بكلفة تصل الى 50 بليون دولار لربط شبكات وخطوط الغاز والنفط والكهرباء والنقل وسكك الحديد بين سورية والعراق وايران وتركيا، اضافة الى ربطها مع شبكتي الكهرباء والغاز العربيتين مع العمل لتكون سورية «عقدة ربط» مع اوروبا.