خمسون فستاناً من الأزياء الراقية طرحها المصمم اللبناني عبد محفوظ في تشكيلته لموسم خريف - شتاء 2009 – 2010، في أسبوع الموضة الإيطالي. مجموعة وصفها محفوظ بالمختلفة، لجهة عدد الفساتين وتفاصيلها. وطرح مجموعة من الفساتين القصيرة من دون أن تتعارض ومفهوم «الهوت كوتور»، إن لناحية القماش أو التناسق في الألوان والتنوع في إطلالة العارضات. مرّة أخرى، يختار محفوظ موقعاً أثرياً في الهواء الطلق لعرض مميّز بتفاصيل دقيقة لا تليق سوى بامرأة جريئة وأنيقة. وإثباتاً لجدارته بخشبة عرض روما التي دخلها محفوظ منذ عام 2002، قدّم للمرأة، الذي يريدها عصرية متألقّة دائماً، مجموعة من الأزياء المتنوّعة في القصات والأقمشة الفاخرة والألوان الساحرة، من دون أن يزعجها كثرة الشك على بعض الفساتين التي تتحوّل إلى لوحات «نافرة» الملمس من دون أن تتعارض مع الشكل، لا بل تضيف عليها أناقة ورقي. تضمّ التشكيلة فساتين طويلة منسدلة حتى أخمص القدمين، وأخرى قصيرة. تميّزت المجموعة الجديدة باللمسة الدقيقة التي يمتاز بها محفوظ من خلال اللعب على إظهار مكامن الجمال في جسد المرأة، فاستخدم محفوظ الشك في شكل واضح على الخصر، وركز قصاته في المكان نفسه ليظهر جسد المرأة بأمانة. ومع غلبة واضحة للقصّات الضيّقة عند الخصر، وانسدلت الأقمشة على الأرداف أو التصقت بالجسم عند الحوض، لمزيد من الإثارة وإبراز التفاصيل الدقيقة للجسد. وفي حين انهدل بعضها بطريقة شاعرية حريرية الملمس، استخدم المصمم اللبناني في البعض الآخر أقمشة أكثر ثباتاً وانكماشاً فبدت متجمعة على بعضها على البعض وكأنها تلتف حول العارضة لتحمي جسدها من الرياح التي تطبع فصلي الخريف والشتاء عادة. ومن الألوان، اختار محفوظ للمجموعة الجديدة تدرجات لم يمزج بينها، فظهرت كل عارضة بلون، من الزهر مروراً بالأحمر وصولاً إلى النبيذي، كما الأزرق والرمادي وغيرها من ألوان. إلاّ أن المشهد الأخير الذي جمع عدداً من العارضات على الخشبة شكّل لوحة غنية متناسقة الألوان، وثبّت تناسق المجموعة وتفاصيلها، وأبقى محفوظ على عروسه وحيدة بالأبيض في المجموعة النابضة الحيوية، على أن تنضم إلى نظيراتها في مجموعة «حالمة»، مخصصة للعرائس كما في كل عام. بعد أكثر من ربع قرن على دخوله ساحة الموضة، بدأت معالم مجموعة من الأزياء الجاهزة، بتوقيع مقص محفوظ تلوح في الأفق، لتنضم إلى مجموعتي «الهوت كوتور» و «الحالمة» الخاصّة بالعرائس.