أوضح عدد من تجار المواشي في الرياض، أن أسعار الأغنام ارتفعت 20 في المئة منذ بداية انتشار مرض «كورونا» في السعودية، إذ اتجه كثير من المستهلكين إلى شراء الأغنام بدلاً من الإبل، مشيرين إلى أن قرب حلول رمضان ودخول موسم الصيف إذ تقام حفلات الزواج، أسهما في تلك الارتفاعات. وقالوا في حديثهم إلى «الحياة»، إنه على رغم توافر كميات كبيرة من الأغنام في السوق، ودخول أكثر من 120 ألف رأس من النعيمي السوري والأردني في الفترة الماضية، إلا أن الأسعار تشهد ارتفاعات كبيرة، ووصل سعر الرأس الواحدة من النعيمي خلال الفترة الحالية إلى 1800 ريال، فيما ارتفع سعر رأس السواكن الذي مضى عليه أشهر في المملكة إلى 1100 ريال، في حين كان سعره 900 ريال. وعزا تاجر الأغنام مخلف العنزي ارتفاع أسعار الأغنام في المملكة إلى عدد من العوامل منها «موسم الزواجات، وقرب موسم رمضان ثم الحج، الذي من المتوقع أن تتجاوز الأسعار فيه 2000 ريال النعيمي». وأكد أن السوق تتوافر فيها كميات كبيرة من الأغنام، ولكن الطلب ضعيف بسبب ارتفاع الأسعار، إذ دخل إلى السوق أكثر من 120 ألف رأس من النعيمي السوري والأردني، متوقعاً أن يصل خلال الأيام المقبلة أكثر من 100 ألف رأس، مشيراً إلى أن أسعارها مرتفعة في شكل كبير، خصوصاً مع احتكار التجار لهذه الكميات. وأشار العنزي إلى أن انتشار فايروس كورونا كان له دور في ارتفاع أسعار الأغنام، بسبب تغير سلوك المستهلكين الذين أحجموا عن شراء لحوم الإبل، واتجهوا إلى لحوم الأغنام من ضأن وماعز، لافتاً إلى أن السوق تتوافر فيها كميات كبيرة من الأغنام، سواء أكان من البلدي أم النعيمي أم السواكن. ولفت إلى أنه من المتوقع أن ترتفع الأسعار بشكل كبير خلال موسم الحج، وربما تصل الزيادات إلى 30 في المئة، ليصل سعر الرأس الواحدة من النعيمي إلى 2200 ريال، موضحاً أن أسعار السواكن التي وصلت إلى المملكة زادت أسعارها حالياً بواقع 70 ريالاً في الرأس الواحدة، وارتفعت من 800 ريال إلى 870 ريالاً، أما التي مضى عليها أشهر في المملكة فوصلت أسعارها إلى 1100 ريال. واتفق معه تاجر الأغنام محمد بن علي، وقال: «إن أسعار الأغنام مرتفعة على رغم عدم تسجيل زيادة كبيرة في الطلب عليها»، لافتاً إلى أن موسم الزواجات أسهم في رفع الأسعار، إضافة إلى انتشار فايروس كورونا، الذي غير اتجاه المستهلكين من لحوم الإبل إلى لحوم الأغنام، ما رفع أسعارها إلى أكثر من 20 في المئة. وذكر أن أسعار الذبائح النعيمي ارتفعت خلال الفترة الحالية، وبلغ سعر الرأس الواحدة 2000 ريال، فيما بلغ سعر رأس الماعز أكثر من 1200 ريال، متوقعاً أن ترتفع تلك الأسعار مع بداية شهر رمضان لزيادة الطلب. وبيّن أن سوق الأغنام تتوافر فيها كميات كبيرة من الأغنام، مشيراً إلى أن ما يحدث من ارتفاع في الأسعار في الوقت الحاضر يعد أمراً طبيعياً، نتيجة دخول موسم المناسبات الصيفية، وقرب شهر رمضان وموسم الحج. من جهته، يقول أحد باعة الأغنام في الرياض فهد السبيعي: «تتوافر في سوق المواشي كميات كبيرة غالبيتها من السواكن المستوردة من أفريقيا، والتي تشهد ارتفاعات كبيرة في أسعارها، إذ كان سعر الخروف السواكن لا يتجاوز 350 ريالاً قبل أعوام قليلة، وحالياً الأسعار تجاوزت 1200 ريال للسواكن، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار النعيمي والنجدي والحري، الذي لا تقل أسعارها عن 1800 ريال». وعن تأثير فايروس كورونا في ارتفاع الأسعار، يرى أن الفايروس أحد أسباب الزيادة في أسعار الأغنام، خصوصاً أن كثيراً من الناس الذين كانوا يعتمدون على لحوم الحاشي اتجهوا إلى الأغنام والماعز، ما أسهم في ارتفاع الأسعار. ووصف السبيعي الرقابة على الأسعار بالضعيفة، وقال: «ما يحدث في سوق المواشي من ارتفاع يعتبر مبالغاً فيه»، مرجّحاً «وجود تلاعب يقوم به كبار التجار ومحتكري السوق، خصوصاً أنه مع بداية كل موسم نشهد تلك الارتفاعات المتكررة، ويكون المستهلك الضحية في ظل الرقابة الضعيفة على السوق». وكان تقرير اقتصادي ذكر أن هناك شحاً في اللحوم الحمراء في السعودية، إذ إن الإنتاج المحلي لا يمثل سوى 40 في المئة من حاجة السوق، فيما يتم الاعتماد على توفير الكميات المتبقية من الأسواق الخارجية، خصوصاً أسواق دول شرق أفريقيا، كالسودان والصومال وكينيا، إضافة إلى أسواق أخرى مثل أستراليا وتركيا وغيرها من الأسواق المصدرة للحوم الحمراء.