تضاربت الأنباء في ايران حول مشاركة الاصلاحيين في الانتخابات الاشتراعية المقررة العام المقبل، والتي توقّع رجل دين متشدد أن تكون «كارثة» بالنسبة إلى النظام. ونقل موقع إلكتروني محافظ عن رئيس كتلة الإصلاحيين في مجلس الشوري (البرلمان) النائب محمد رضا تابش قوله إن الاصلاحيين «سيشارکون في الانتخابات بكل قوة»، معتبراً أن «لا أساس لما يُثار في شأن عدم مشارکتهم». لكن القيادي الإصلاحي علي شكوري راد نفى تأكيد محمد نبي حبيبي، رئيس حزب «مؤتلفة إسلامي» المحافظ، مشاركة إصلاحيين معتدلين في الاقتراع. وأعلن شكوري راد تمسك التيار الأخضر ب»المطالب الرئيسة» التي حددها الرئيس السابق محمد خاتمي للمشاركة في الاقتراع، وهي تحرير المعتقلين السياسيين والتزام الدستور وإجراء انتخابات نزيهة وحرة. واعتبر ان المحافظين لا يريدون مشاركة الاصلاحيين في الانتخابات. أما رسول منتجبنيا، نائب رئيس حزب «اعتماد ملي» الذي يتزعمه زعيم المعارضة مهدي كروبي، فاعتبر ان مشاركة الاصلاحيين في الانتخابات من دون تنفيذ شروطهم، يشكّل «انتحاراً سياسياً». النائب المحافظ البارز علي مطهري أيّد دعوة خاتمي الى إطلاق السجناء السياسيين، مضيفاً: «أنا مع مطالب الاصلاحيين وأراها منطقية، لكن اعتبر أن من غير المناسب وضع شروط أمام النظام، لأنه سيرفضها، وسيؤدي ذلك الي استبعادهم من الانتخابات». ورأى ان «تركيبة مجلس صون الدستور أصبحت أکثر حكمة من ذي قبل، وليس هناك أي سبب لاستبعاد المرشحين الاصلاحيين»، مشيراً الى ان المجلس سيسمح بترشح إصلاحيين «غير مؤذيين» لا يشكلون تهديداً للنظام. لكن رجل الدين الايراني المتشدد أحمد علم الهدى توقع أن يكون الاقتراع «كارثة» بالنسبة الى النظام. وقال علم الهدى، وهو إمام صلاة الجمعة في مدينة مشهد، إن الانتخابات «ستكون الأسوأ في تاريخ الجمهورية الاسلامية»، معتبراً انها ستشهد مشاركة «إصلاحيين بوصفهم محافظين». في الإطار ذاته، أعلن ناطق باسم مجلس صون الدستور الذي يشرف على الاقتراع، ان ثمة استعدادات لإجراء الانتخابات وفق «نظام كومبيوتري». الى ذلك، أعلن المدعي العام السابق في طهران سعيد مرتضوي، ويشغل الآن منصب مستشار للرئيس محمود أحمدي نجاد، «تبرئته» من تهمة التورط في قضية معتقل «كهريزاك» حيث احتُجز مئات المتظاهرين بعد انتخابات الرئاسة العام 2009، وعُذبوا وقُتل ثلاثة منهم. وأفاد موقع «راه سبز» باستدعاء الصحافي المعروف ما شاء الله شمس الواعظين، لينفّذ حكماً بسجنه 16 شهراً في سجن إيفين في طهران، فيما اعتقلت السلطات المخرجة والممثلة الايرانية مرضية وفامهر، زوجة المخرج ناصر تقوائي. وللمرة الثالثة منذ انتخابات العام 2009، اعتقلت السلطات الايرانية مهدي خزعلي، وهو مدوّن معارض للنظام ونجل عضو مجلس خبراء القيادة رجل الدين المحافظ عبد القاسم خزعلي. لكنه أُطلق لاحقاً بكفالة.